ويُحْكَى عن سيدِنا يَحْيَى بْنِ سعيد الْقَطَّان رحمه الله تعالى، أنّه رَأَى الْحَقَّ سبحانه وتعالى، في الْمَنَامِ، فقال: إِلَهِي، كَمْ أَدْعُوْكَ، فلا تُجِيْبُنِي، فقال: يا يَحْيَى، لأَنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ صَوْتَكَ[1].
أخي الحبيب:
إنَّ اللهَ عزّ وجلّ إذا أَحَبَّ عَبْدًا، اِحْتَبَسَ دَعْوَتَه لِيُنَاجيه ويَسْأَله، فقد يَكُوْنُ امْتِنَاعُ الإجَابَةِ أَوْ تَأَخُّرُها لهذا السَّبَبِ، فعلينا أن لا نَسْتَعْجِلَ الاسْتِجَابَة للدعاء. يقولُ سيدُنا ومولانا نَقِيّ عليّ خان رحمه الله تعالى في كتابه أَحْسَن الْوِعَاء: ومن آدَابِ الدُّعَاءِ أَيْضًا: عَدَمُ الْعَجَلَةِ في الاسْتِجَابَةِ للدُّعَاءِ، ففي الْحَدِيثِ الشَّرِيْف: «لا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلعَبْدِ ما لَمْ يَدْعُ بإِثْمٍ، أَوْ قَطِيْعَةِ رَحِمٍ، ما لَمْ يَسْتَعْجِلْ»، قيل: يا رَسُوْلَ الله، مَا الاسْتِعْجَالُ؟ قال: «يَقُولُ: قد دَعَوْتُ وقد دَعَوْتُ فلَمْ أَرَ يَسْتَجِيْبُ لي، فَيَسْتَحْسِرُ عند ذلك ويَدَعُ الدُّعَاءَ»[2].
قد ثبَتَ من هذا الْحَدِيْثِ الشريف: أنّ مَنْ يُرِيْد أن تَكُوْنَ دَعْوَتُه مُسْتَجَابَةً فعلَيْه أَن لا يَدْعُو بمَعْصِيَةٍ، وقَطِيْعَةِ رَحِمٍ، ولا يَسْتَعْجِل الاسْتِجَابَةَ. يقولُ سيدُنا ومولانا الشَّيْخُ الإمام أحمد رضا خان رحمه الله تعالى في حاشِيَتِه على أَحْسَنِ الوِعَاء الْمُسَمَّاة بـ: ذَيْل الْمُدَّعَى لأَحْسَن الْوِعَاء: كَمْ رَأَيْنا من أُنَاسٍ يُمْضُوْنَ سَنَوَاتٍ في تحقِيْقِ الآمَالِ،