حتّى يَطْلُعَ النَّهَارُ، ومنهم مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ يَجُوْزُ حتّى يَنْتَهِي الْمُؤَذِّنُ من الأَذَانِ، لكن ماذا يَفْعَلُ هذا الشَّخْصُ إذا لَمْ يَسْمَعْ صَوْتَ الأَذَانِ؟!
أيها الصائمون:
اِحْفَظُوْا صِيَامَكُمْ ولا تُضِيْعُوْا أَعْمالَكُمْ بِسَبَبِ الْغَفْلَةِ قد قال اللهُ تعالى في سُوْرَةِ البَقَرَةِ:
﴿ وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّيۡلِۚ ﴾ [البقرة: ٢/١٨٧].
مَعْنَى هَذِهِ الآيَةِ أَنّ اللهَ تعالى قد أَبَاحَ لِلصَّائِمِ الأَكْلَ وَالشُّرْبَ، إلى طُلُوعِ الفَجْرِ الصَّادِقِ، فعلى الصَّائِمِ أن لا يَنْتَظِرَ أَذَانَ الْفَجْرِ، بل ويُمْسِك، ويُفْطِر على حسَبِ أَوْقَاتِ الشُّرُوْقِ، والغُرُوْبِ.
نَسْأَلُ اللهَ عزّ وجلّ أَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الذين يَقُوْمُوْنَ بِالْعِبَادَاتِ والطَّاعَاتِ وَفْقَ الشَّرِيْعَةِ الْمُطَهَّرَةِ، ويُوَفِّقَنَا لِلصِّيَامِ وَالقِيَامِ وقِرَاءَةِ القُرْآنِ الْكَرِيْمِ، والإكْثَارِ مِنَ النَّوَافِلِ وَالصَّدَقَاتِ، ونَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتَقَبَّلَ أَعْمَالَنَا وأَعْمَالَكُمْ خَيْرَ قَبُولٍ، آمين، بجاهِ النبي الأمين صلّى الله عليه وسلّم.
أخي الحبيب:
ولِلسَّفَرِ في سَبِيْلِ اللهِ مَعَ قَوَافِلِ المدينة بَرَكَاتٌ كَثِيْرَةٌ لا يُمْكِنُ حَصْرُهَا ولا وَصْفُهَا يُحَدِّثُ رَجُلٌ عن نَفْسِه فيَقُوْلُ:
كُنْتُ مِنَ الشَّبَابِ الذين فسَدَتْ أَخْلاَقُهُم، وساءَ أَدَبُهُمْ أَحْبَبْتُ الأَغَانِي جِدًّا وكُنْتُ أُشَاهِدُ الأَفْلاَمَ وَالْمَسْرَحِيَّاتِ لَيْلاً ونَهَارًا بل صِرْتُ