لها شُعَاعٌ مِثْلَ القَمَرِ، لَيْلَةَ البَدْرِ، ولا يَحِلُّ للشَّيْطانِ أَنْ يَخْرُجَ معَها يَوْمَئِذٍ»[1].
أخي الحبيب:
إِنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ في وِتْرِ العَشْرِ الأَخِيْرِ من شَهْرِ رمَضانَ والحِكْمَةُ مِنْ إِخْفَاءِ لَيْلَةِ القدرِ، هي تَنْشِيْطُ الْمُسْلِمِ لبَذْلِ الْجُهْدِ في العِبَادَةِ والدُّعَاءِ، والذِّكْرِ في العَشْرِ الأَوَاخِرِ كُلِّها ولكن لا يَسْتَطِيْعُ كلُّ واحدٍ أنْ يَرَى عَلامَاتِ لَيْلَةِ القَدْرِ وإنّ اللهَ سبحانه وتعالى قد يُظهِرُ العَلاَماتِ للصَّالِحِيْنَ.
ومن عَلاَمَاتِ لَيْلَةِ القَدْرِ: أنَّ الْمِيَاهَ الْمَالِحَةَ تُصْبِحُ في لَيْلَةِ القدرِ حُلْوَةً، ويَسْجُدُ لله، كلُّ شَيْءٍ، سِوَى نَوْعَيْنِ: الجنِّ، والإنْسِ.
عَنْ سيدِنا عبيد بن عمران رضي الله تعالى عنه قال: كُنْتُ أنَا على شَفِيْرَةِ البَحْرِ القُلْزمِ لَيْلَةً، فجَلَسْتُ للوُضُوْءِ، بالْمَاءِ الْمَالِحِ، فإذَا أَخَذْتُ من الْمَاءِ غُرْفَةً بيَدِيْ، وذُقْتُ فكأَنَّ كُلَّ ماءِ البَحْرِ، عَذْبٌ مِنْ الْْعَسَلِ، فرَجَعْتُ مُتَعَجِّبًا إلى مكَّةَ، فقُلْتُ لعُثْمَانَ، ما مَضَى عَلَيَّ، قال لي: «اِسْمَعْ يا عُبَيْدُ، هو ساعَةٌ من لَيْلةِ القَدْرِ، فمَنْ أَقَامَها، فقَدْ أَحْيَا أَلْفَ لَيْلَةٍ مِنْ غَيْرِه، في ذِكْرِ الله تعالى، وغُفِرَ له ذَنْبُه كُلُّه»[2].