وكان سيدُنا لِعُثْمَانَ بْنِ أبي العاصِ رضي الله تعالى عنه غُلاَمٌ فقالَ: يا مَوْلايَ، إِنَّ البَحْرَ يَعْذُبُ ماؤُه لَيْلَةً من الشَّهْرِ فقال: إذَا كانت تِلْكَ اللَّيْلَةُ، فأَعْلِمْنِيْ، فإذَا هي السَّابِعَةُ والعِشْرُوْنَ مِنْ رَمَضانَ[1].
أخي الحبيب:
قد يُشْكِلُ على بَعْضِ النَّاسِ مِنْ حيثُ إنّه يقول: إِنَّ لَيْلَةَ القَدْرِ تَكُوْنُ في كُلِّ سَنَةٍ، ولكن لا نُبْصِرُ عَلاَمَاتِ لَيْلَةِ القَدْرِ؟
أَجَابَ العُلَمَاءُ الكِرَامُ رحمهم الله تعالى عن ذلِكَ: لا يَسْتَطِيْعُ كُلُّ واحدٍ أَنْ يُدْرِكَ لَيلَةَ القدرِ، وأَن يَرَى أَنْوارَها، ولكن يُمْكِنُ للعَبْدِ الصَّالِحِ مَعْرِفَةُ لَيْلَةِ القدرِ عن طَرِيْقِ الكَشْفِ، والكَرامَةِ، وحالُنا نَحْنُ نَرْتَكِبُ الذُّنُوْبَ، فكَيْفَ نُدْرِكُ لَيْلَةَ القَدْرِ؟.
أخي الحبيب:
إنَّ الله تعالى أَخْفَى لَيْلَةَ القدرِ بمَشِيْئَتِه وإِرَادَتِه ونَحْنُ لا نَعْرِفُ ولا نُحَدِّدُ لَيلَةَ القَدرِ، على وَجْهِ اليَقِيْنِ: أََنَّها لَيْلَةٌ بِعَيْنِهَا.
عن سيدتِنا عائشةَ رضي الله تعالى عنها: أَنَّ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم قال: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في الوِتْر من العَشْرِ الأَوَاخِرِ، مِنْ رَمَضانَ»[2].