عنوان الكتاب: نفحات رمضان

رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «يَأْتِي على الناسِ زَمَانٌ يكُوْنُ حدِيْثُهُمْ في مَسَاجدِهم في أَمْرِ دُنْيَاهم فلا تُجَالِسُوْهُم، فلَيْسَ لله فِيْهم حاجَةٌ»[1].

وعَنْ سيدِنَا أبي هُرَيْرَة رضي الله تعالى عنه يقولُ: قال السيدُ الأعظمُ، رسولُنا الكريمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «مَنْ سَمِعَ رجُلاً يَنْشُدُ ضَالّةً في المسجدِ فقُوْلُوْا: لا رَدَّهَا اللهُ علَيْكَ، فإنَّ الْمَسَاجدَ لَمْ تُبْنَ لِهذا»[2].

أخي الحبيب:

في هذا الحديثِ الشَّرِيْفِ عِبْرَةٌ ومَوْعِظَةٌ لِمَنْ يَنْشُدُ ضالّةً في المسجدِ وقد ظهَر منه أنّه تَجِبُ صِيَانَةُ الْمَسَاجِدِ مِنْ الأَقْذَارِ، والرَّوَائِحِ الكَرِيْهَةِ والأَقْوَالِ الرَّذِيْلَةِ، والأَحَادِيْثِ السَّيِّئَةِ والأصواتِ الْمُرْتَفِعَةِ، فإنّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ للكلامِ في أُمُوْرِ الدُّنْيَا والسُّؤَالِ عن الحاجاتِ الْمَفْقُوْدَةِ وإنَّمَا بُنِيَتْ لعبادةِ الله وطاعَتِه لقَدْ كان الصَّحَابةُ الكِرَامُ رضي الله تعالى عنهم يَكْرَهُوْنَ رَفْعَ الصَّوْتِ بالكلامِ في المسجدِ، فعَنْ سيدِنا السَّائِبِ بْنِ يَزِيْدَ رضي الله تعالى عنه، قال: كُنْتُ قائِمًا في المسجدِ، فحَصَبَني رجلٌ فنَظَرْتُ فإذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّاب رضي الله تعالى عنه فقال: اِذْهَبْ، فَأْتِنِي بهَذَيْنِ، فجِئْتُه بهما، قال: مِنْ أَيْنَ أَنْتُمَا؟ قالاَ: مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ،


 



[1] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، باب في الصلوات، ٣/٨٦-٨٧، (٢٩٦٢).

[2] أخرجه مسلم في "صحيحه"، كتاب المساجد، صـ٢٨٤، (٥٦٨).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445