[١٤]: إذا لَمْ يَجِدْ مَنْ يَأْتِي له بِالطَّعَامِ، جازَ أَنْ يَخْرُجَ، كَيْ يَشْتَرِيَ لِنَفْسِه الطَّعَامَ[1]، ولكنْ يَأْكُلُ الطَّعَامَ في الْمَسجدِ.
[١٥]: إذا خَرَجَ بِعُذْرِ الْمَرَضِ، فَسَدَ اعتِكَافُه[2].
[١٦]: إذَا كانَ مُصَابًا باِضْطِرَابِ الْمَشْيِ أَثْنَاءَ النَّوْمِ، فمَشَى نَائِمًا، حتَّى خَرَجَ مِن الْمَسجدِ، يَفْسُدُ اعتِكَافُه.
[١٧]: إذَا اِرتَدَّ الْمُعْتَكِفُ عن دِيْنِ الإسلامِ، وَالعِيَاذُ بالله، بَطَلَ اِعتِكَافُه، فإِنْ وَفَّقَه اللهُ تعالى وهَدَاه إلى الدُّخُولِ في الإسلامِ لا يَقْضِي، ما أَفْسَدَه بالرِّدَّةِ، لأنَّها تُسْقِطُ ما وَجَبَ عليه قَبْلَها[3].
أخي الحبيب:
الاعتِكَافُ مُؤَثِّرٌ جِدًّا في تَرْبِيَةِ النُّفُوْسِ ، وإذَا تَيَسَّرَتْ لِلعَبْدِ صُحْبَةُ الإِخوَةِ المسلمين ، تَظْهَرُ عليه الثَّمَرَاتُ مُبَاشَرَةً ، يَقُوْلُ أحَدُ الإخْوَةِ: أنَا شَخْصٌ، كُنْتُ غَارِقًا في الذُّنُوْبِ وَالْمَعَاصِي وكُنْتُ مُتَعَوِّدًا على الكلامِ البَذِيْءِ الْفَاحِشِ، وقد أَصَابَنِي أَلَمٌ فَظِيْعٌ بِالظَّهْرِ بسَبَبِ الْمَعْصِيَةِ, ولا يُؤَثِّرُ عليَّ أيُّ دَوَاءٍ, حتّى يَئِسْتُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، إلاّ مِنْ رَحْمَةِ الله تعالى، إلى أَنْ جاءَ الأَمَلُ، وانْفَتَحَ بَابُ الفَرَجِ، فقَدْ اِتَّصَلَ بِي أَحَدُ الإخْوَةِ وذَكَرَ لي فَضْلَ الاعتِكَافِ الْجَمَاعِيِّ فلَمْ أَسْتَمِعْ له ثُمّ جَاءَ