عنوان الكتاب: نفحات رمضان

وَقدْ مَرَّ في الْحَدِيثِ السَّابِقِ: أنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَسْتَبْشِرُ بالْمَغْفِرَةِ، وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ ويَغْفِرُ اللهُ لِجَمِيْعِ الْمُسْلِمِينَ الْقَادِمِينَ لِصَلاَةِ الْعِيْدِ ويقول سبحانه وتعالى:

«لا تَسْأَلُوني الْيَوْمَ شَيئًا في جَمْعِكُم لآخِرَتِكُم إلاَّ أَعْطَيْتُكُم ولا لِدُنْيَاكُم إلاَّ نَظَرْتُ لَكُمْ»، ولكنَّ الأَهَمَّ هُنَا هو أَن نَطْلُبَ مِنَ الله خَيْرَ الدُّنْيَا والآخِرةِ ونَسْأَلَ الثَّبَاتَ علَى الدِّيْنِ ظَاهِرًا، وبَاطِنًا، ونَسْأَلَ حُسْنَ الْخَاتِمَةِ بالإيْمَانِ وَالشَّهَادَةَ في بَلَدِ الْحَبِيبِ محمّد صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وَالدَّفْنَ بالْبَقِيعِ، والْمَغْفِرَةَ، وجِوَارَ الْحَبِيب الْمُصْطَفَى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في الْفِرْدَوسِ الأَعْلَى.

أخي الحبيب:

إنَّ يَوْمَ الْعِيدِ يَوْمٌ عَظِيْمٌ وإنّ اللهَ عزّ وجلّ يُنْزِلُ في هذَا الْيَومِ اَلرَّحَمَاتِ الدُّنْيَوِيَّةَ والأُخْرَوِيَّةَ، ولا يَرُدُّ خَائِبًا، وعندما يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بالرَّحَمَاتِ وَالنَّفَحَاتِ، يَغْضَبُ الشَّيطَانُ ويَصِيْحُ، فعَنْ سَيِّدِنَا وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ رضي الله تعالى عنه قال:

«إنّ إِبْلِيْسَ يَرِنُّ في كُلِّ عِيْدٍ فتَجْتَمِعُ إلَيْه الأَبَالِسَةُ، فيقُوْلُوْنَ: يا سَيِّدَنا مِمَّ غَضَبُكَ؟ فيَقُوْلُ: إنّ اللهَ تعالى قد غَفَرَ لأُمَّةِ محمّد صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في هذَا الْيَومِ، فعلَيْكُمْ أَنْ تَشْغَلُوْهُم بالْمَلَذَّاتِ، وَالشَّهَوَاتِ»[1].


 



[1] ذكره الغزالي في "مكاشفة القلوب"، الباب الرابع بعد المئة: في فضل العيد، صـ٣٠٨.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445