عنوان الكتاب: نفحات رمضان

أخي الحبيب:

إنَّ الشَّيطَانَ يَغْضَبُ في يَوْمِ الْعِيدِ ويُرِيْدُ أَنْ يُوْقِعَ الْمُسْلِمِينَ في الْمَلَذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ ويُسَلِّطُ أَوْلِيَاءَهُ وذُرِّيَّتَه مِنَ الشَّيَاطِيْنِ علَيْهِم ونَحْنُ نَرَى أَنَّ الشَّيْطانَ يَنْجَحُ فى مَقْصِدِه، فيَنْبَغِي أَنْ نَشْكُرَ رَبَّهُمْ يَوْمَ العِيدِ بفِعْلِ العباداتِ، والطَّاعَاتِ، لكن نَحْنُ لَلأَسَفِ الشديد نَسِيْنَا الصُّوْرَةَ الْحَقِيقِيَّةَ لِلْعِيدِ السَّعِيدِ، فتَكُونُ الْمَظَاهِرُ في الْعِيدِ مُخَالِفَةً لِلشَّرْعِ، مِنْ اِخْتِيَارِ الأَزْيَاءِ الرَّائِعَةِ والْمَلاَبِسِ التي علَيْهَا صُوَرُ حَيْوَانٍ (قد قال الشيخ محمد أمجد علي الأعظمي رحمه الله تعالى في كتابه بهار شريعة: يُكْرَهُ تَحْرِيمًا أن يُصَلِّيَ الإنْسَانُ في ثَوْبٍ فيه صُوْرَةُ إنْسَانٍ أو صُوَرُ حَيَوَانَاتٍ وتَجِبُ إعَادَةُ الصَّلاَةِ في الْمَلاَبِسِ التي لَيْسَتْ عليها صُوَرُ ورُسُومُ حيوانٍ ولا يَجُوزُ لُبْسُها في غَيْرِ الصَّلاَةِ أَيضًا) ويُقَامُ لَلأَسَفِ يَوْمَ الْعِيدِ حَفَلاتُ الرَّقْصِ ويُهْتَمُّ بمُشَاهَدةِ الأَفْلامِ وسَمَاعِ الأَغَانِي واللَّعِبِ وَاللَّهْوِ ويُصْرَفُ الْمَالُ ويُضَيَّعُ الوَقْتُ في مَعَاصِي الله عزّ وجلّ.

أخي الحبيب:

مَن اِرْتَكَبَ الْمَعْصِيَةَ يومَ العيد، وَابْتَعَدَ عن مَنْهَجِ الله، وتَرَكَ الشَّرِيعَةَ، رُبَّما أَصْبَحَ له الْعِيدُ السَّعِيدُ يَوْمَ الْوَعِيدِ، فعلى كُلِّ وَاحِدٍ: أَن يَتَجَنَّبَ التَّبْذِيرَ ، وَالنَّفَقَاتِ الْمُحَرَّمَةَ ، وقد ذَمَّ اللهُ سبحانه وتعالى الْمُسْرِفِيْنَ ، والْمُبَذِّرِيْنَ، ولَمْ يَتَوَقَّفْ الأَمْرُ عند هذَا الْحَدِّ، بَلْ جَعَلَهُم إخْوَانًا لِلشَّيَاطِينِ، فقال:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445