عنوان الكتاب: نفحات رمضان

تعالى عليه وآله وسلّم في الْمَنَامِ قالَ: إنْ أَرَدْتَ أنْ تَرَانِي غَدًا اِذْهَبْ إلى ذِي النُّوْنِ وقُلْ له: يقولُ محمّدُ بْنُ عبدِ الله أنَا أَشْفَعُ عِنْدَكَ لِتَتَصَالَحَ مَعَ نَفْسِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍٍ، وتُطعِمَ لُقَيْمَاتٍ مِن السِّكْبَاجِ فبَكَى ذُو النُّوْنِ وقالَ: أَمْتَثِلُ أَمْرَ النَّبيِّ الْكَرِيْمِ علَيْه الصلاة والسلام[1].

صلوا على الحبيب! صلى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

إنّ عِبَادَ الله الصَّالِحِيْنَ لا يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ يَوْمَ الْعِيدِ السَّعِيْدِ، ويَبْتَعِدُوْنَ عَنْ مَلَذَّاتِ الدُّنْيَا ويَرْضَونَ بقَضَاءِ الله وهؤلاء السُّعَدَاءُ الَّذِينَ يُطْعِمُهُمُ اللهُ ورَسُولُه صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وقد تَبَيَّنَ مِنْ هذِهِ الْحِكَايَةِ: أنّ حبيبَ الله الأَعْظَم مُخْبِرَ الغَيْب رَسُولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم مُطَّلِعٌ على أَحْوَالِ أُمَّتِه صَغِيْرِها، وكَبِيْرِهَا، ولا يَخْفَى عليه أَمْرٌ مِنْ أُمُوْرِهِم.

أخي الحبيب:

إنّ الاغْتِسَالَ يَوْمَ الْعِيدِ سُنَّةٌ، وكذلك لُبْسُ الْمَلاَبِسِ الْجَمِيْلَةِ، وَالتَّزَيُّنُ والتَّطَيُّبُ وهذهِ السُّنَنُ لتَطْهِيْرِ الظَّاهِرِ، ونَظَافَتِه، ودَفْعِ الأَوْسَاخِِ والأَقْذَارِ عَنْه ومَع هذا يَجِبُ علَيْنَا أَن نُطَهِّرَ الْقُلُوْبَ والأَرْوَاحَ ونَلْتَزِمَ بحُبِّ الله، وطاعَتِه، والاهْتِمَامِ بمَحَبَّةِ الرَّسُولِ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وسُنَّتِه.


 



[1] ذكره الشيخ فريد الدين العطار في "تذكرة الأولياء"، باب ذكر أبي ذو النون المصري رحمه الله تعالى، صـ١٥٣-١٥٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445