وطَلَبَ منِّي بَعْضَ الْمَالِ لِشِرَاءِ حَاجِيَاتِ الْعِيْدِ فشَاوَرْتُ زَوْجَتِي، قُلْتُ لَهَا: ما رَأْيُكِ، لَوْ تَدْفَعِيْنَ إلَى الْجَارِ الْفَقِيْرِ خَمْسًا وعِشْرِيْنَ دِرْهَمًا، اللهُ يُعْطِيْنَا خَيْرَها، فوَافَقَتْ علَيْه، فأَعْطَيْنَاهُ إيَّاها, ثُمّ بَعْدَ ساعَةٍ قَلِيْلَةٍ دَقَّ الْبَابَ عِنْدَمَا فَتَحْتُ الْبَابَ إذَا بِي أُشَاهِدُ رَجُلاً، لَمْ أَرَه مِنْ قَبْلُ، اِعْتَذَرَ لي وقَدَّمَ لي خَمْسًا وعِشْرِيْنَ دِيْنَارًا، وقال: أنَا عَبْدُكَ، فأَخَذْتُ الدِّيْنَارَ, وأَعْتَقْتُ الْعَبْدَ، وقُلْتُ لِزَوْجَتِي: اَلْحَمْدُ لله، أَنْفَقْنَا دِرْهَمًا، فعَوَّضَنَا اللهُ به دِيْنَارًا.
أخي الحبيب:
إنّ اللهَ سبحانه وتعالى رَحِيْمٌ كريمٌ، إنَّه عَوَّضَ بالدِّرْهَمِ دِيْنَارًا، وإنّ عِبَادَ الله الصَّالِحِيْنَ يُقَدِّمُونَ حَاجَاتِ الْغَيْرِ على حاجَاتِهم ويُؤْثِرُونَ على أَنْفُسِهِم، ويُحِبُّوْنَ الرَّسُولَ الْكَرِيْم صلّى الله عليه وآله وسلّم حُبًّا شَدِيدًا وهم يَعْلَمُونَ أنّ الإسلاَمَ يُعْطِي دَرْسًا عَظِيْمًا في الأُخُوَّةِ والْمَحَبَّةِ وكانَ حَبِيْبُنَا الْمُصْطَفَى رَسُولُنَا الْكَرِيْمُ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يَهْتَمُّ بالْغُرَبَاءِ وَالْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِيْنِ، ويَجْبُرُ خَوَاطِرَهُم.
أخي الحبيب:
مَنْ أَرَادَ أَن يَزْدَادَ حُبًّا لِلرَّسُوْلِ الْكَرِيْمِ صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم وأَن يَنَالَ فَرَحَاتِ الْعِيدِ السَّعِيدِ فلْيَخْرُجْ لَيلَةَ الْعِيْدِ لِلسَّفَرِ في سبيلِ الله معَ قَافِلَةِ المدينة فإنّ السَّفَرَ معَ قَافِلَةِ المدينة له بَرَكَاتٌ كَثِيْرَةٌ يقولُ أحَدُ الإخْوَةِ: