وعاشَ سَبْعِيْنَ سَنَةً وكانَ رحمه الله تعالى مُسْتَغْرِقًا في عِبَادَةِ الله تعالى في يَوْمٍ مِن الْعِيدِ جاءَ عِنْدَه ضُيُوْفٌ، ولَمْ يَجِدْ في بَيْتِه مَا يُقَدِّمُه لَهُمْ، فانْشَغَلَ بذِكْرِ الله، ويقولُ في نَفْسِه: اَلْيَوْمَ يا رَبِّ عِيْدٌ وقد جاءَ عِنْدِي ضُيُوْفٌ. فَجْأَةً ظَهَرَ الشَّخْصُ علَى سَطْحِ الْمَنْـزِلِ وقَدَّمَ له سَلَّةً مَلِيْئَةً بالطَّعَامِ وقال: يا نَجِيْبَ الدِّيْنِ إنّ تَوَكُّلَكَ بالله يَجْرِي في الْمَلَإِ الأَعْلَى، وأَنْتَ تَطْلُبُ الطَّعَامَ! قال الشَّيْخُ رحمه الله تعالى: يَعْلَمُ اللهُ تعالى أَنِّي قد طَلَبْتُ مِنْ أَجْلِ الضُّيُوْفِ. كانَ الشَّيْخُ رحمه الله تعالى مِنْ أَصْحَابِ البَرَكاتِ، والْكَرَامَاتِ السَّامِيَةِ وكانَ مُتَوَاضِعًا ومُنْكَسِرًا، وإنّ رَجُلاً قَدْ سَأَلَه مَرَّةً، فقال: أَنْتَ نَجِيْبُ الدِّيْنِ، اَلْمُتَوَكِّلُ؟ قال مُنْكَسِرًا: يا أَخِي، أنَا نَجِيْبُ الدِّيْنِ، الْمُتَأَكِّلُ[1].
أخي الحبيب:
إنّ الله عزّ وجلّ يَقْضِي حَوَائِجَ العِبَادِ الصَّالِحِيْنَ، وفي شَرْحِ الْعَقَائِدِ النَّسَفِيَّةِ ذُكِرَ بَعْضُ أَمْثِلَةٍ مِنْ كَرَامَاتِ الأَوْلِيَاء مِنْهَا: ظُهُوْرُ الطَّعَامِ والشَّرَابِ، واللِّبَاسِ عِنْدَ الْحَاجَةِ[2]، وإنّ الْعَبْدَ الصَّالِحَ يَقْدِرُ علَى التَّصَرُّفِ في الظاهِرِ والباطِنِ بإذْنِ الله تعالى ولَمْ يَسْأَلِ اللهَ شَيْئًا إلاَّ أَعْطَاهُ سُؤَالَه.
رُوِي عَنْ سَيِّدِنَا عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ عَمْرٍو الأَوْزَاعِيِّ رحمه الله تعالى أنَّه قال: كُنْتُ جَالِسًا في بَيْتِي لَيْلَةَ الْعِيْدِ، فأَتَاني الْجَارُ الْفَقِيْرُ،