ونَتَعَلَّمُ القُرآنَ الكَرِيمَ في مَدْرَسَةِ المدينةِ لِلْبالغينَ، وكان كثير من الإخوة قد تزيّنُوا وُجُوْهَهم باللِّحْيَة، ولَبِسُوْا العمامةَ الخضراء. وكان مُدِيْرُ الْمَصْنَع، يَنْهَانَا في بِدَايةِ الأَمْرِ، عن تشغيلِ أَشْرِطَةِ الْمُحاضَرات، إلاّ أنّه تَلَقَّاها بالقَبُولِ، وصَارَ مُصَلِّياً، ومُلتَحِياً.
يقول ذلك الرجلُ: بَعْدَ فَتْرَةٍ من الزَّمَنِ، رَجَعْتُ إلى باكستانَ، وقد أَصْبَحْتُ اليومَ، عُضْواً في مَجْلِسِ الْمُشَاوَرَةِ المحلية في مدينة كراتشي، وأُرِيْدُ من كُلِّ مُسْلِمٍ ومسلمةٍ: أن يَسْمَعَ شَرِيْطَ الْمُحاضَرة، أو الْحِوَارِ المدَني في كُلِّ يومٍ، فبذلك يَنَالُ البَرَكَاتِ، ويُحَقِّقُ سعادتَه في الدنيا والآخِرَةِ.
أخي الحبيب:
أرأيتَ، كَمْ هي فوائدُ وبرَكاتُ الْمُحَاضَرات ولا ينَالُها، إلاّ ذُو حظٍّ عظيم وفي هذا الزَّمَن كَثِيرٌ مِن الناسِ قد قَسَتْ قُلُوبُهم, فتَرَاهم يَحْضُرُوْنَ الاجتماعات الدِّيْنِيَّةَ ويَسْمَعُوْنَ الدُّرُوْسَ والْمُحَاضَرات، لكن لا يَمْتَثِلُوْنَ الأَوَامِرَ ولا يَجْتَنِبُوْنَ النَّوَاهِي، والسَّبَبُ في ذلك: أنّهم لا يَسْمَعُوْن الدُّرُوْسَ، إلاّ بالغَفْلَةِ، والإهْمَالِ، وإنّ هذا من صِفَاتِ أَشْبَاهِ الكُفَّارِ فيَجِبُ الابتعَادُ عن هذه الصِّفَةِ قال الله تبارك وتعالى في سورة الأنبياء: ﴿ مَا يَأۡتِيهِم مِّن ذِكۡرٖ مِّن رَّبِّهِم مُّحۡدَثٍ إِلَّا ٱسۡتَمَعُوهُ وَهُمۡ يَلۡعَبُونَ ٢ لَاهِيَةٗ قُلُوبُهُمۡۗ ﴾ [الأنبياء: ٢١/٢-٣].