حَافِظْ على وَقْتِكَ في شَهْرِ رمضان فإنَّ مُدَّةَ حَيَاتِكَ مَحْدُودَةٌ، وأَنْفَاسَكَ مَعْدُودَةٌ، واغْتَنِمْ أوقاتَكَ بالأعمالِ الصَّالِحَة، وَاجْتَهِدْ في العِبَادَاتِ والطَّاعَاتِ بدلاً أن تَقْضي مُعْظَمَ أوقَاتِه، في مُشَاهَدةِ الأفلام، وسَمَاعِ الأغاني، وحاوِلْ أن تَصْبِر على العِبَادَاتِ، لأنّ مقدارَ الأجْرِ والثواب، يكونُ على قَدْرِ الْمَشَقَّة والْجُهْدِ الْمَبْذُولِ في العمَل، قد جاء في الْحَدِيثِ: «أَفْضَلُ الْعِبَادَاتِ أَحْمَزُهَا»[1]. قال سيِّدُنا الإمامُ شَرْفُ الدّين النَّوَوي رحمه الله تعالى: إنّ الثَّوَابَ والفَضْلَ فِي الْعِبَادَةِ، يَكْثُرُ بِكَثْرَةٍ[2]. قال سيِّدُنا إِبْرَاهِيْمُ بنُ أَدْهَم رحِمه اللهُ تعالى: أَثْقَلُ الأَعْمَالِ في الْمِيْزَانِ: أَثْقَلُها على الأَبْدَانِ[3]. قد ظَهَرَ أنَّه كُلَّما ثَقُلَ الصَّوْمُ على البَدَنِ، ثَقُلَ في الْمِيْزَانِ إن شاء الله عزّ وجلّ. قال سيدُنا الإمامُ محمد الغَزَالِي رحمه الله تعالى: السنّةُ للصائم: أن لا يُكَثِّرَ النَّومَ بالنَّهَارِ حتّى يَحُسَّ بِالْجُوْعِ، والْعَطَشِ، ويَسْتَشْعِر ضَعْفَ القُوَى[4]، أيْ: الأَفْضَلُ قِلّةُ النَّومِ في نَهَارِ رَمَضَانَ، لكن مَنْ نَامَ بَعْدَ أَدَاءِ الْعِبَادَاتِ الْمَفْرُوضَةِ، لا يَأْثَمُ عليه.