صُمْتُ رَمَضانَ، ولم أَتْرُكِ الصَّومَ، وقد شَفَانِي اللهُ مِنَ الْمَرَضِ بِبرَكَةِ الصِّيَامِ ولله الْحَمْدُ ولِمَ لا يَحْصُلُ الشِّفَاءُ بالصيام قد قال سيدُ الْمَحْبُوبِيْنَ صلّى الله عليه وآله وسلّم: «صُوْمُوا، تَصِحُّوْا»[1]. ورُوِيَ عن سيدِنا أميرِ المؤمنينَ عليِّ بْنِ أبي طالب رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رسولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يقولُ: «إنّ اللهَ عزّ وجلّ أَوْحَى إلى نَبِيٍّ من أَنْبِيَاءِ بَنِي إسرَائِيْل: أنْ أَخْبِرْ قومَك، أن لَيْسَ عبدٌ يَصُوْمُ يَومًا، ابْتِغَاءَ وَجْهِيْ، إلاّ أَصْحَحْتُ جِسْمَه، وأَعْظَمْتُ أَجْرَه»[2].
أخي الحبيب:
يَظْهَرُ مِن الأحادِيْثِ: أَنَّ الصِّيَامَ سببٌ لِحُصُول الصِّحَّة لِلبَدَن مَعَ حُصُوْل الأَجْرِ وَالثَّوَابِ، حتّى إِنَّ عُلَمَاءَ الغَرْب من خِلاَل أَبْحَاثِهم التي قَامُوا بها لم يَسَعْهُم، إلاّ أَنْ يُسَلِّمُوا بهذه الْحَقِيْقَة، ويَعْتَرِفُوا بها، يقولُ الدكتورُ مُور بالد (MOORE PALID) من جامعة أكسفورد:
قد كُنتُ أَقْرَأُ العُلُومَ الإسْلاَمِيَّةَ عندما قرَأْتُ عن الصيام، دهِشْتُ وتَحيَّرْتُ بعِلاجٍ عظيمٍ أعطاه الإسلامُ لأتْبَاعه، فأحْبَبْتُ ذلك، وشرَعْتُ في الصيام مِثْلَ المسلمين، وقد كان لدَيَّ اِلْتِهابٌ في الْمَعِدَة مُنْذُ مدّةٍ طويلة، وبعد عِدَّةِ أيّامٍ من الصيام أَحْسَسْتُ بقِلّة الأَلَم وخِلاَلَها لَمْ أُفْطِرْ، بل أَكْمَلْتُ صيامي، فمَا تَمَّ الشهرُ، حتّى شُفِيْتُ تَمَاماً من مَرَضي.