وللصيام فوائدُ رُوْحِيَّةٌ مثلُ: تربيةُ النَّفْس وتَرْويضُها على تَحمُّلِ الْجُوْعِ والْعَطَش، وتذكيرُ الصائمِ، بمَا يَجْري في المدينة الْمُنَوَّرَة من شِدّة الْحَرّ، وتذكيرُ الصائم بما كان يُعَانِيْه الحسَنُ والْحُسَيْنُ رضي الله تعالى عنهما من ألَمِ الْجُوْع، والعطَش، وتذكيرُ الإنسان بما شَدَّ سيدُ الأنبياء، والمرسلين صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم من سَغَبٍ أَحْشَاءَه وطَوَى تَحْتَ الْحِجَارةِ كَشْحًا، مُتْرَفَ الأَدَمِ.
أخي الحبيب:
أَقْبِلْ إلى البِيْئَة الْمُتَدَيِّنة لمركز الدعوة الإسلامية، وسَافِرْ في سبيل الله مع قوافل المدينة، إذْ بها تَجْنِي فوائدَ رُوْحِيَّةً للصيام، وتَنَالُ الْمَطالبَ والْمَنَافعَ الدينيةَ والدنيويةَ:
قال أحَدُ الإخْوَة عن قصّةِ رجلٍ من باكستان: يقول: كانت زَوْجَتي حاملاً وقال الطبيب: إنّها لا تَسْتَطِيعُ أنْ تَلِدَ بدونِ إجراء عَمَليّةٍ جِرَاحيّة، وفي هذا الوقت كان مَوْعِدُ الاجتماعِ العالَمي، الذي يُعْقَدُ لثلاثة أيّام بمدينة ملتان قد اقتَرَب فقَرَّرْتُ أن أَخْرُج للسَّفَر في سبيل الله مع قافلة المدينة لثلاثين يوماً، واثِقاً برحمةِ الله، ومُطْمَئِنًّا إلى أنّه سيُهَيِّئُ لزَوْجَتي أسبابَ الشِّفَاء.
ثم ذهَبْتُ إلى زوجتي، وأَخْبَرْتُها بنيّتي، فوَدَّعَتْني، وهي باكيةٌ، فذهَبْتُ إلى الاجتماع العالمي، ودَعَوْتُ اللهَ لها، مُتَضرِّعاً، وخاشِعاً أن تَقُوْم من وِلاَدتها، سالِمةً، مُعَافَاةً، وبعد نِهَاية الاجتماع، اتَّصَلْتُ بأَهْلِيْ