شَابٌّ من مدينةِ كراتشي: أَصَابنِي هَمٌّ وغَمٌّ كَبِيرٌ، بَعْدَ أَن جَلَسْتُ في البَيتِ عَاطِلاً عن العَمَلِ، وبَحَثْتُ كَثِيْرًا عن أيِّ عَمَلٍ أَشْتَغِلُ به لكن دونَ جَدْوَى إلى أَنْ اتَّصَلَ بي أَحَد أَصْدِقائي الدُّعَاة وأَخَذَ يُشَجِّعُني على الالتِحَاقِ بمركز الدعوة الإسلامية وحُضُورِ الْمَجَالِسِ وَالْمُحَاضَرَاتِ والدُّرُوسِ والسَّفَرِ في سبيل الله مع قوافل المدينة. فإِنِّي اِقْتَنَعْتُ بكلامِه وحَضَرْتُ الدَّورَةَ التَّدْرِيْبِيَّةَ لِلدُّعَاةِ، وبعد أَن انْتَهَتِ الدَّورَةُ تَغَيَّرَتْ أَحْوَالِي كثيراً وأَصْبَحْتُ مُلْتَزِماً بالدِّيْن.
ولما انْتَهَتِ الدَّورَةُ كان أَحَدُ الإخْوَةِ الدُّعَاةِ قد عَرَفَ مُشْكِلَتي بالنِّسْبَةِ لِلعَمَلِ فقال لي: إِنَّ شِرْكَةَ الْكَهْرُبَاءِ تَطْلُبُ مُوَظَّفِيْنَ لِلعَمَلِ مَعَها فَعَلَيْكَ أَنْ تُقَدِّمَ أَوْراقَكَ، وطلَبَكَ لِلتَّوظِيْفِ، عَسَى الله تعالى أَنْ يَجْعَلَ لك فيها نَصيباً فقُلْتُ له: إنَّ طَلَبَاتِ التَّقدِيْم لن تُقَبَّلَ إذا لَمْ تُقَدَّمْ رِشْوَةٌ لِلعَامِلِينَ، فقال لي: قَدِّمْ، وَاسْتَعِنْ بالله تعالى.
فتَوَكَّلْتُ على الله تعالى، وذَهَبْتُ لِتَقْدِيْمِ الأَورَاقِ الْمَطْلُوبَةِ، لِلتَّوظِيْفِ، وبَعْدَهَا تقَدَّمْتُ لِلاخْتِبارِ التَّحْرِيْرِي، وكانتِ الْمُفَاجَأَةُ السَّارَّةُ أنْ قيل لي: لقد نَجَحْتَ في الاختبارِ، وتَمَّ قَبُولُكَ لِلعَمَلِ مُوَظَّفاً في الشِّرْكَةِ. وعندما حَضَرْتُ لِلمُقابَلَةِ، كُنْتُ أَرْتَدِي الزِّيَّ الإسلامي، فَاسْتَقْبَلَني الْمَسْؤُولُ بكُلِّ احْتِرَامٍ وتَقْدِيْر وعندما رآني على هذه الْهَيْئَةِ الإسلاَمِيَّةِ، أَخَذَ يَسْأَلُني في أُمُورِ الدِّينِ كُنْتُ بحَمْدِ الله تعالى قد تَعَلَّمْتُها