أَمَّا وَاحِدَةٌ: فَإِنَّه إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِن شَهْرِ رَمَضَانَ، نَظَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهم، ومَن نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ، لم يُعَذِّبْه أَبَدًا. وأَمَّا الثَّانِيَةُ: فإِنَّ خُلُوْفَ أَفْوَاهِهِمْ، حِيْنَ يُمْسُوْنَ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ، من رِيْحِ الْمِسْكِ.
وأَمَّا الثَّالِثَةُ: فإنّ الْمَلاَئِكَةَ تَسْتَغْفِرُ لَهُمْ فِي كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ.
وأَمَّا الرَّابِعَةُ: فإِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْمُرُ جَنَّتَهُ، فيَقُوْلُ لَهَا: اسْتَعِدِّيْ وتَزَيَّنِّيْ لِعِبَادِيْ أَوْشَكُوْا أَنْ يَسْتَرِيْحُوا مِن تَعَبِ الدُّنْيَا إلى دَارِي وكَرَامَتِي.
وأَمَّا الْخَامِسَةُ: فإِنَّه إذا كَانَ آخِرُ لَيْلَةٍ، غَفَرَ الله لهم جَمِيْعًا».
فقال رَجُلٌ من القَومِ: أَهِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ؟
فقال: «لاَ، أَلَمْ تَرَ إلى العُمَّالِ يَعْمَلُوْنَ فإذا فَرَغُوْا مِنْ أَعْمَالِهم، وُفُّوْا أُجُورَهم»[1]. عَنْ سَيِّدِنَا أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم كَانَ يَقُولُ: «اَلصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، والْجُمُعَةُ إلى الْجُمُعَةِ، ورَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَّا بَيْنَهُنَّ، إذا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ»[2].
أخي الحبيب:
فِي هَذَا الشَّهْرِ الكَرِيْمِ: تَنَــزَّلُ رَحَمَاتُ الرَّبِّ وهذا الشَّهْرُ يُكفِّرُ الصَّغَائِرَ، لكِنَّ الكَبَائِرَ، لا تُغْفَرُ إِلاَّ بِالتَّوبَةِ، كَمَنْ كَذِبَ، وأَرَادَ التَّوبَةَ،