عنوان الكتاب: نفحات رمضان

فعَلَيْهِ: أَنْ يَذْكُرَ هذا الذَّنْبَ، ويَعْزِمَ على أَنْ لاَ يَعُوْدَ إليه مَرَّةً ثَانِيَةً، بأَنْ يَقُولَ: يَا اَللهُ، تُبْتُ مِنَ الْكَذِبِ، وعَزَمْتُ على عَدَمِ العَوْدَةِ إِلَيْهِ فِي الْمُسْتَقْبِلِ، ومَعَ هذا يجب أَنْ يُقْلِعَ عَنِ الذَّنْبِ بِالْقَلْبِ، ويَعْزِمَ على أَنْ يَفْعَلَ ما يقُوْلُ، فإذا اجْتَمَعَتْ هذه الشَّرَائِطُ فِي التَّوبَةِ، كَانَتْ نَصُوْحًا، وأَمَّا إذا أَتْلَفَ حُقُوقَ الْعَبْدِ، فعَلَيْهِ أن يَطْلُبَ الْعَفْوَ عنه، مَعَ التَّوبَةِ.

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

توبوا إلى الله!           أستغفر الله

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

قَدْ وَرَدَتْ الأَحَادِيْثُ فِي فَضَائِلِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكِ، وخَيْرَاتِه وبَرَكَاتِه، وقال رَسُولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم: «لوْ يَعْلَمُ الْعِبَادُ، مَا رَمَضَانُ، لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي، أَنْ يَكُوْنَ السَّنَةَ كُلَّهَا»[1].

عَنْ سَيِّدِنَا سَلْمَانَ الفارِسِيِّ رضي الله تعالى عنه قال: خطَبَنَا رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم في آخِرِ يَومٍ من شَعْبانَ، فقال: «أيُّهَا الناسُ، قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عظيمٌ، شَهرٌ مُبارَكٌ، شَهْرٌ فيه ليلةٌ خَيْرٌ من أَلْفِ شهرٍ، جعَلَ اللهُ صِيَامَه فريضةً، وقِيَامَ ليْلِه تَطَوُّعاً[2]، ومَنْ تَقرَّبَ فيه بخَصْلَةٍ مِّن الْخَيْرِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاه، ومَنْ أَدَّى فيه فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أدَّى سَبْعينَ فَرِيْضَةً فِيمَا سِوَاه، وهو شَهْرُ الصَّبْرِ والصَّبْرُ ثوابُه الجنّةُ وشهر الْمُوَاساةِ وشهر يَزْدَادُ فيه رِزْقُ المؤمنِ


 



 [1] ذكره ابن خزيمة (ت٣١١هـ) في "صحيحه"، كتاب الصيام، ٣/١٩٠، (١٨٨٦).

[2] المراد من القيام: صلاة التراويح.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445