عنوان الكتاب: نفحات رمضان

الله تعالى عليه وآله وسلّم، وأنْ يَرْزُقَنا فَرْحَةَ لِقَاء الحبيب صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم.

صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد

أخي الحبيب:

ينبغي علينا أنْ نَجْتَهِدَ في العبادات، والطاعات، ولا نَفْعَل، إلاّ ما يُرْضِي اللهَ ورسولَه ومَنْ لَمْ يُغْفَرْ له في رمضان، فمتَى يُغْفَر له؟ ومن لَمْ تُعْتَقْ رقَبتُه من النار، في هذا الشهر، فمتَى تُعْتَق؟! وكان الحبيبُ الْمَحْبوب نَبيُّ الرحمة صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذا دخَل شَهْرُ رمَضان، اجْتهَدَ في العبادة، وأَقْبَلَ على الله بكُلِّيَّته، فعن أُمِّ المؤمنين سيِّدَتِنا عائشةَ رضي الله تعالى عنها: أنّها قالت: «كان رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذا دخل شهرُ رمضان، شَدَّ مِئْزَرَه، ثم لَمْ يأتِ فِراشَه، حتَّى يَنْسَلِخَ»[1].

وقالت في حديث آخر: «كان رسولُ الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم إذا دخَل رمضانُ، تَغَيَّر لونُه، وكَثُرَت صلاتُه، وَابْتَهَلَ في الدعاء، وأَشْفَق لونُه»[2].

أخي الحبيب:

فمن رَغِبَ في السنّة، عليه أن يُحَاوِلَ قَدْرَه في هذا الشهر: أن يَجْتَهِد في الصَّدَقة وفِعْلِ الخيرات، فعن سيدِنَا ابْنِ عبّاسٍ رضي الله


 



[1] ذكره ابن خزيمة في "صحيحه"، كتاب الصيام، ٣/٣٤٢، (٢٢١٦).

[2] ذكره البيهقي في "شعب الإيمان"، ٣/٣١٠، (٣٦٢٥).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

445