في ذلك الأُسْبُوعِ، فرَآه عَالِمُ البَلَدِ في النَّوْمِ، وهو في الجنّة، فقال: أَلَسْتَ كُنْتَ مَجُوسِيًّا؟ قال: بلَى، ولكن لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاتِي، أَكْرَمَنِي اللهُ عزّ وجلّ بِدُخُولِ الإسلام، لاحتِرَامِي شَهْرَ رمَضان[1]، رحِمَه الله تعالى، وغفَر لنا به.
أخي الحبيب:
أَرَأَيْتَ، أَنَّ ذلك الْمَجُوسِي أَدْرَكَ رحمة الله، قَبْلَ مَوْتِه، ودخَل الإسلامَ، لاحترامِ شَهْرِ رمَضانَ المبارَك، وقد أَكْرَمَه اللهُ تعالى بدُخُوْلِ الجنّة، فَلْيَأْخُذِ العِبْرَةَ من هذه القِصَّة الرائِعَة، مَنْ لا يُقَدِّرُ حُرْمةَ الشَّهْر المبارَك، ولا يَحْتَرِمُ صِيَامَ النّاسِ، ويَأْكُلُ، ويَشْرَبُ في نَهَارِ رمَضان، ولا يَخْشَى لَوْمَةَ لائِم، قد ذَكَرَ الفُقَهاءُ الكِرَام رحمهم الله تعالى: «لو أَكَلَ الإنسانُ، نَهاراً في رمضان، عِيَاناً، عَمَدًا، شُهْرَةً، بلا عُذْرٍ، يُقْتَلُ»[2].
أخي الحبيب:
اُنْظُرْ، تَفَكَّرْ, تدَبَّرْ: إذا كان هذا عِقَابَ الْمُفْطِر في نَهار رمضان، في الدُّنْيا، فكيف يكون عِقابُه في يومِ الآخِرة؟!
أخي الحبيب:
إلى متى تَغْفُلُ عمّا لا بُدَّ منه؟!
إلى متى تُفَرِّطُ في أيّامِ الدنيا؟!