حَاسَبَني ثم غَفَرَ لي، كُلَّ ذَنْبٍ، إلاّ عُوْداً خَلَّلْتُ به أَسْناني، بغَيْرِ إِذْن صاحِبِه، فأنَا مَحْبُوسٌ عن الجنّة، بسبَبِه إلى وقتي هذا[1].
أخي الحبيب:
لِنَبْكِ من خَشْيَةِ الله، لأنّ اللهَ عزّ وجلّ، إذا غَضِبَ على عَبدٍ، أخَذه باليسير، وعاقبَه، كما تقَدَّم في القصّة: أنّ الرجلَ الصَّالِحَ قد حُبِسَ على الجنّة بعُوْدِ تنظيفِ الأَسْناَن، قد أَخَذه بدُوْن إِذْنِ صاحبِه، ومات قبْلَ أنْ يَطْلُبَ الْعَفْوَ منه، فإذا كان هذا حالَ الرَّجُلِ الصَّالِحِ فكيف حالُ مَنْ يَغْصِبُ الأَمْوالَ، ويَسْتَبِيْحُ الأَعْرَاض؟!.
توبوا إلى الله! أستغفر الله
أخي الحبيب: اِتَّقِ اللهَ واعْلَمْ أنّ تَأْدِيَةَ حُقُوْقِ العِبادِ وحِفْظَ مَصالِحِهم من أَهَمِّ الْمُهِمَّاتِ ومِنْ صُوَرِ تَضْيِـيْعٍ لحقوقِ العباد: غَصْبُ الأموال والسَّرِقَةُ، والاستهزاء بالمسلمين أوْ تهديدُهم والتعدِّي عليهم، وإيذاؤهم، وتأخيرُ أدَاء الدَّيْن عن مَوْعِدِه، بلا عُذْرٍ.
اعلَمْ: أنّ من أَخَذ دَيْناً، وقد حَلَّ وقتُ أَدائِه، يجب عليه أداءُ الدَّيْن، وإن لَمْ يكن عنده المبلغُ كاملاً، وكانت عنده مَرَافِقُ الْمَنْزِل، ويُمْكِنه أداءُ الدين بعد أن يـَبِيْـعَ هذه المرافقَ، فعلَيْه أن يَفْعَل هذا.
وإن سَوَّف القادِرُ الْمُتَمَكِّنُ من أَدَاء الدَّين الحالِّ، بغَيْرِ، إِذْنِ صاحبِه يكون آثِماً وتُكْتَبُ له السيِّئَاتُ في كُلِّ سَاعَةٍ وفي دقيقةٍ، حتّى