عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

انّه جمع عرب، وفي "مصباح اللغة" انّ عرب يجمع على اعرب كزمن وازمن وعلى عرب كاسد واسد انتهى، والمراد من ½العجم¼ ما سوى العرب فيشتمل "الترك" و"الكرد" و"الفرس" و"الروم" و"الهند" وغير ذلك، واعادة حرف الجر لضرورة الوزن.

 

٣٥     نَبيُّنَا الامِر النَّاهِيْ فَلا احد       ابر فِيْ قَوْلِ لا مِنْهُ وَلا نَعَمِ

 

لما كان معنى ½السيد¼ مشتبها اراد ان يبيّنه فقال: ½نبينا الامر الناهي... الخ¼ لانّ المراد من ½السيد¼ المولى الكريم الرفيع ومثل هذا يامر وينهى لانّه لازمه، و½النبي¼ من النبا بمعنى: المخبر ان كان مهموزا او بمعنى: الارتفاع ان لم يكن مهموزا، وفي الاصطلاح: انسان بعثه الله تعالى الى الخلق لتبليغ ما اوحي اليه، والنبي مرادف للرسول على ما حكى ابن الهمام عن المحققين، وقيل: الرسول هو المامور بتبليغ امر لم يكن قبله سواء كان له كتاب ام لا، والنبي اعم من ذلك، وتفصيل الكلام في كتب الكلام، فان قلت: لم اثر النبي على الرسول مع عدم الضرورة لوزن النظم فيه ايضا وان منصب الرسالة افضل من النبوة؟ قلت: اما لانّ عند الناظم الفاهم الرسول والنبيّ مترادفان فلا افضلية لاحدهما على الاخر، وامّا لايهام انّه لو لا جهة الرسالة فيه عليه السلام لكفت جهة النبوة في الافضلية وامّا لانّ في معنى النبي الارتفاع دون الرسول، فالنبي اولى للمقام لانّ المقام تفسير السيد وهو بمعنى المرتفع كما سبق، فالمناسب تعريفه بما في معناه الارتفاع هذا، و½الامر¼ من يخاطب الى من دونه بمال صيغة ½افعل¼ و½الناهي¼ من يخاطب بصيغة ½لا تفعل¼، واطلاق الامر والناهي على الرسول عليه الصلاة والسلام اما حقيقة كما دل عليه ايات كثيرة كقوله تعالى: ﴿ وَاۡمُرۡ  بٱلۡمَعۡروفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَر ﴾ [لقمان: ١٧]، وغير ذلك وهو الاصوب، وامّا مجاز في الاسناد اي: في اسناد الامر والناهي الى الرسول عليه الصلاة والسلام لانّ الامر والناهي في الحقيقة هو الله تعالى والرسول مُبلِّغ، وما قال الرسول من عنده فهو ايضا من عند الله تعالى لانّه عليه الصلاة والسلام ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى، وحذف مفعول ½امر¼ و½ناه¼ للتعميم اي: كل معروف في الاول وكل منكر في الثاني، ومن قال ان حذف مفعوله للتعميم باطل لافادته انّه امر بكل شيء فهو يشمل النواهي، وناهٍ عن كل شيء فهو يشمل الاوامر فهو غافل عن مادة الامر ومادة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310