قدره ما شئت من عظيم فينتج المطلوب، واما تقريره من الاستثنائي فظاهر بان يقال: يجوز ان تنسب الى ذات رسول الله ما شئت من شرف؛ لانّه لما كان فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم جاز ان تنسب الى ذاته ما شئت من شرف لكن المقدم حق فالتالي مثله. و½الفضل¼ بمعنى الزيادة والتفوق وهو مصدر مضاف الى فاعله و½الحد¼ هاهنا بمعنى الغاية والنهاية او بمعنى الوصف المحيط، والفاء في ½فيعرب¼ جواب للنفي و½يعرب¼ منصوب بـ½ان¼ المقدرة وهو من الاعراب وهو يجيء بمعنى الاظهار والابانة ويجيء بمعنى التحسين، يقال: ½جارية عروب¼ اي: حسناء وبمعنى التغيير يقال: ½عربت معدة الفصيل¼ اذا تغيرت والمراد هاهنا هو الاول و½عنه¼ متعلق بـ½يعرب¼. و½الناطق¼ بمعنى المتكلم، والباء في ½بفم¼ للاستعانة متعلق بـ½ناطق¼، والنطق لا يكون الا باللسان فالتعبير عنه بالفم من ذكر المحل وارادة الحال، وتقييد النطق بالفم اما للتوكيد على طريقة قوله تعالى: ﴿ يَطِير بجنَاحيۡهِ ﴾ [الانعام: ٣٨]، او لان النطق يطلق على ما يجري على الجنان ايضا كما هو مذهب بعض العلماء، وانما قيد ½الحد¼ بقوله: ½يعرب عنه ناطق بفم¼ احترازا عن الحد المعلوم له عليه السلام عند ربه عزوجل فانه تعالى يعلم فضل رسوله اذ لو لم يعلم لزم الجهل والتالي باطل، وبما قررنا اندفع ما اورده شيخ زاده فتامل. وفي هذا البيت تلميح الى قوله تعالى: ﴿ وَانَّ ٱلۡفَضۡلَ بيَد ٱللَّهِ يُؤۡتيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ ذو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [الحديد: ٢٩].
٤٦ لَوْ نَاسَبت قَدرهُ ايَاتهُ عِظَمًا احيَى اسْمُهُ حيْنَ يُدعَى دارسَ الرمَمِ
لَمَّا اراد الناظم الفاهم ان يدفع التوهم الناشي من ايراد اوصافه عليه السلام انه مبين اوصافه ومورد لكل امداحه قال معترفا بعجزه عن وصفه على ما يناسب له عليه السلام: ½لو ناسبت قدره ... الى اخره¼، كلمة ½لو¼ حرف شرط وهو لانتفاء الثاني لانتفاء الاول اي: لو ناسب قدره اياته عظما احيى اسمه لكن ما احيى اسمه حين يدعى دارس الرمم فلم تكن اياته مناسبة لقدره يعني ان اياته غير مناسبة لعلو قدره وعظم مرتبته بل المناسب لقدره ان يعطي ازيد مما فيه وافضل من الايات التي اعطيها، فان قلت: الايات صيغة جمع وصيغة الجمع من صيغ العموم فيدل على جميع الافراد وهو باطل قطعا؛ لانّ من