من الداخلين معه، وقوله: ½وهم يقولون¼ الواو حالية، والضمير للكفار، وجملة ½يقولون¼ خبر مبتدا، والقول هاهنا بمعنى الحكم اي: والكفار يحكمون. و½ما بالغار من ارم¼ مقول الكفار و½ما¼ مشبهة بليس، والباء في ½بالغار¼ بمعنى ½في¼، وهو خبر ½ما¼، و½من¼ زائدة، و½ارم¼ بالرفع اسم ½ما¼، وهو بمعنى احد يقال: ما في الدار ارم اي: احد.
وحاصل المعنى: ان رسول الله عليه السلام وابا بكر دخلا الغار، وسكنا فيه راضيين بقدر الله تعالى وحكمه غير غاضبين، والكفار جاءوا باب الغار لعلامة الاثار، فلم يروهما بحفظ الملك الجبار حتى روي ان بعضهم قفوا اثرهما الى باب الغار، ثم انقطع الاثر فيه، فصعدوا على الجبل فوق الغار، فقال ابوبكر رضي الله تعالى عنه: يارسول الله لو ان احدهم نظر الى قدميه لابصرنا قال عليه السلام: يا ابا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
٧٨ ظَنُّوا الْحمَامَ وَظَنُّوا الْعَنْكَبوْت عَلَى خيْر الْبريَّةِ لَمْ تنْسُج وَلَمْ تحمِ
لمّا توهم ان يسئل عن سبب عدم رؤيتهم بان يقال ما منعهم من الرؤية؟ قال مجيبا: ½ظنوا الحمام... الخ¼، ½الظن¼ قد يراد به العلم المطابق، وقد يراد به غالب الراي، وقد يراد به الجانب المرجوح اي: الوهم، وهو المراد هاهنا، و½الحمام¼ طير يالف البيوت قال في "اخوان الصفاء" الحمام خاصته ان يحمل كتابا الى بلد بعيد، وهو القائل في طيرانه وذهابه: يا وحشتنا من فرقة الاخوان يا طول الاشواق الى الخلان يا رب ارشدنا الى الاوطان، وقال: في "حلبة الكميت": اختلف الناس في صوت الحمام هل هو بكاء او غير ذلك، فمنهم من جعله بكاء، وقال: انها تبكي على فرخ لها صاده جارج في عهد نوح عليه السلام فما من حمامة الا وهي تبكي عليه الى يوم القيامة قلت: والذي يظهر لهذا الفقير والله اعلم ان ذلك يختلف باختلاف المسامع، فتارة يسمعه الخلي فيطرب ويسميه غناء، وتارة يسمعه العاشق فيحزن ويسميه بكاء انتهى. و½العنكبوت¼ دويبة تنسج في الهواء، والجمع عناكب، والمذكر عنكب وهي اقلع الاشياء، وعلى رزقها احرص الاشياء وتبيض وتحيض، واول ما تلد تلد دودا صغارا ثم يتغير ويصير عنكبوتا، وتكمل صورته في ثلاثة ايام، ويقوي على النسج ساعة يولد من غير تعليم والذي تنسج لا تخرجه من جوفها بل من خارج جلدها قال في "حياة الحيوان": اذا وضع نسج