و½عليه¼ متعلق بـ½اسف¼، والضمير اما راجع الى النار، فيكون المعنى: ان نار المجوس في يوم الميلاد قد خمدت من اسفها على نفسها وبقائها بين الكفار وكونها معبودا لهم، واما راجع الى يوم الميلاد فيكون المعنى: ان نار المجوس كانت مشتاقة الى جماله صلى الله تعالى عليه وسلم فتاسفت من فرقه، وعدم وصولها اليه عليه السلام فخمدت شعلتها وانطفا لهبها، واما راجع الى الفرس الذين عاونوها باحراقها دائما وعدم اطفائها اصلا فيكون المعنى: ان نار المجوس قد خمدت لتاسفها وحزنها على عونتها لانهم تفرقوا عن هذا ولم يجتمعوا بعده ابدا، وقوله: و½النهر¼ عطف على ½النار¼، والمراد من النهر ماء ساوة، فذكر المحل، واريد الحال. و½ساهي العين¼ بالرفع خبر المبتدا اعني: النهر، و½الساهي¼ بمعنى الغافل، و½العين¼ من الالفاظ المشتركة تجيء لمعان كثيرة، والمراد هاهنا منبع الماء، و½من سدم¼ متعلق بـ½الناهي¼، و½من¼ اجلية، و½السدم¼ الحزن والندامة، وفي بعض النسخ ½من ندم¼ بالنون، ولابد من تقدير ½عليه¼ في هذه الجملة بقرينة سياقه، ففي ضمير ½عليه¼ المقدر يجري ايضا احتمالات ثلاثة: بان يرجع ضميره الى النهر، ويكون المعنى: ان نهر ساوة قد غفل عن مجراه السابق، وافرط في اخراج الماء، فجاوز عينه في يوم الميلاد للتاسف على نفسه اي: لبعده عنه عليه السلام وبقائه في ارض بعيدة، او يرجع الى يوم الميلاد، والمعنى: ان نهر ساوة كان مشتاقا الى جماله ورؤيته عليه السلام فتاسف في ذلك اليوم من عدم وصوله، فبكى، فطفا ماءه، فغفل عن مجراه السابق، او يرجع الى الفرس لانهم كانوا خدمة ذلك الماء اذ كان عين ذلك الماء في بلادهم، والمعنى: ان ماء ساوة قد تاسف على عونته وخدمته، فغفل عن مجراه السابق، فافرط ماءه لان عونته قد تفرقوا بعد ولادته عليه السلام، ثم اعلم! ان النهر يجوز فيه وجوه الاستعارة التي قد سبقت فتذكرها ورتبها.
٦٣ وَسَاءَ سَاوَةَ انْ غَاضَت بحيْرتهَا وَرد وَاردهَا بالْغَيْظِ حيْنَ ظَمِي
ثم شرع في بيان العلامة الخامسة فقال: ½وساء ساوة ان غاضت بحيرتها... الخ¼، الواو للعطف، والجملة معطوفة على قريبها او بعيدها فلا تنس تقدير فيه هاهنا ايضا، و½ساء¼ اما لازم بمعنى حزن او متعد بمعنى احزن، والانسب الثاني، و½ساوة¼ اسم مدينة عظيمة،