مشتهياتها الى القلب او لدناءتها وخساستها، ولذا من اتبع الدنيا يكون خسيسا، فان قلت: لو قبل النبي عليه الصلاة والسلام اموال الدنيا وانفقها الى الفقراء هلا يكون حسنا من الفقر؟ قلنا: لا يكون حسنا لانه لو قبل المال وصرفه الى الفقراء يكون برا، ولو لم يقبل لكان ابر والابر يكون ابر من البر، والضمير في ½لولاه¼ مرفوع على انّه اسم ½لولا¼، خبره محذوف وجوبا اي: لولاه موجود وقوله: ½لم تخرج¼ جواب ½لولا¼، و½تخرج¼ اما على المبني للفاعل من الخروج او على المبني للمفعول من الاخراج وعلى كل تقدير لا يخلو من الاشارة الى انّه عليه السلام قد بلغ في السببية الى مرتبة كانّه عليه الصلاة والسلام اخرجها من العدم ولذا اثر الناظم الفاهم قوله: ½تخرج¼ على قوله: ½لم تخلق¼ فتامل، وفي هذا البيت تلميح الى ما نقل في الحديث القدسي لولاك لما خلقت الافلاك[1]، والمراد من الافلاك جميع المكونات اطلاقا لاسم الجزء على الكل واشارة الى ما وقع له عليه السلام في ليلة الاسراء فانّه عليه الصلاة والسلام لما سجد لله تعالى في سدرة المنتهى قال الله تعالى له عليه السلام: انا وانت وما سوى ذلك خلقته لاجلك، فقال عليه السلام: انا وانت وما سوى ذلك تركته لاجلك[2]، واشارة ايضا الى انّ الدنيا تابعة له عليه السلام ولا خلقت الا لَه ولاصحابه، فكيف يكونون تابعين لها او مغلوبين لِهَوَاهَا.
وحاصل معنى البيت: ان الدنيا محتاجة الى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولو كان الرسول محتاجا اليها لَدار اوتسَلْسَلَ وكل منهما باطل كما لايخفى على اولى الالباب وذوى الاداب الحمد لله ملهم الصواب واليه المرجع والماب.
٣٤ مُحمَّد سَيِّد الْكَوْنَيْنِ وَالثقَلَيْنِ وَالْفَريْقَيْنِ مِنْ عُرب وَّمِنْ عَجمِ
لمَّا ذكر الرسول الاكرم والنبي المحترم صلى الله تعالى عليه وسلم وابهم اسمه الشريف تفخيما له اراد ان يتبرك بذكر اسمه في قصيدته مع ان الابهام اوّلا والتفصيل ثانيا اوقع في النفوس فقال: ½محمد... الخ¼ بالرفع على انه خبر مبتدا محذوف اي: هو او بالجر على