انزل الله على محمد[1] قالوا هذا في حق من اعتقد صدق العراف والكاهن، واما من سالهم لاستهزائهم او لتكذيبهم فلا يلحقه ما ذكر في الحديث بقرينة حديث اخر: من صدق كاهنا لم تقبل منه صلاة اربعين يوما وليلة[2] قال ابن ملك: اللائح لي في التوفيق ان يقال: مصدق الكاهن يكون كافرا اذا اعتقد انه عالم بالغيب، واما اذا اعتقد انه ملهم من الله او ان الجن يقولون مما يسمعون من الملائكة فصدقه فلا يكون كافرا انتهى. فظهر مما ذكرنا فساد ما قيل: وتصديق الكاهن فيما اخبره من المغيبات كفر على اطلاقه فتدبر. ½بان دينهم¼ متعلق بـ½اخبر¼، و½الدين¼ في اللغة: الاطاعة والجزاء، وهنا بمعنى الطريق. و½المعوج¼ النصب صفة ½دينهم¼، وهو اسم مفعول من الاعوجاج، وهو يستعمل في المحسوسات والمعقولات، فان استعمل في الاولى يكون بمعنى: عدم الاستقامة، وان في الثانية يكون بمعنى: ما لا ينبغي، و½لم يقم¼ بمعنى لم يدم، وفي "المواهب" عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان يهودي قد سكن بمكة، فلما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال: يامعشر قريش! هل ولد فيكم الليلة مولود قالوا: لا نعلم، قال: انظروا فانه ولد في هذه الليلة نبي هذه الامة بين كتفيه علامة فانصرفوا فسالوا، فقيل لهم: قد ولد لعبد الله ابن عبد المطلب غلام، فذهب اليهودي معهم الى امه، فاخرجته لهم، فلما راى اليهودي العلامة خر مغشيا عليه، فقال: ذهبت النبوة من بني اسرائيل يا معشر قريش اما والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب انتهى. [3] وامثاله كثيرة شائعة بين الانام، وتفصيلها لا يتحمله المقام.
٦٨ وَبعُد مَا عَايَنُوْا فِيْ الافْقِ مِنْ شُهُب مُنْقَضَّةٍ وَّفْقَ مَا فِيْ الارضِ مِنْ صَنَمِ
ثم شرع في بيان تفصيل الثاني لقوله: ½عموا¼ فقال: ½وبعد ما عاينوا... الخ¼ مع الاشارة في المصراع الثاني الى علامة اخرى في يوم ولادته عليه الصلاة والسلام، الواو عاطفة، و½بعد¼ عطف على محل ½من بعد¼، و½ما¼ مصدرية، و½عاينوا¼ ماض من المعاينة بمعنى