راجع الى ½من¼. ½الاسد¼ بضم الالف وسكون السين جمع اسد بمعنى الهزبر، وهو بالرفع فاعل تلقه، وتقديم مفعول تلقه على فاعله اشارة الى ان الرجل لا يلاقي باختياره الاسد. و½في اجامها¼ امّا متعلق بـ½تلقه¼ او بـ½تجم¼ المؤخر، و½الاجام¼ بالمد جمع اجمة، وهي ارض كثيرة القصب، واضافة ½الاجام¼ الى الضمير الراجع الى الاسد لادنى ملابسة، ثم ان هذا القيد اعني في اجامها يفيد مزيد المبالغة والتاكيد، فان الاسد في اجمته اشد باسا واصعب حالا منه في امكنة اخر لتوفير الغيرة في الدفع عن ساحته، و½تجم¼ بفتح التاء وكسر الجيم من ½وجم يجم وجوما¼ هو اما بمعنى حزن او سكت، والضمير المستتر فيه راجع الى الاسد، وجملته جواب الشرط الثاني والشرطية جواب الشرط الاول.
وحاصل معنى البيت: انّ الاصحاب الكرام ما كانوا منتصرين في الجهاد الا بنصرته عليه الصلاة والسلام واعانته فانّه من كانت نصرته واعانته واغاثته على محاربة الاعداء بواسطة رسول الله فهو منصور ومحفوظ من جميع المصائب والانهزام حتى ان تلقه جميع افراد الاسد المشهورة باهلاك من لاقته في امكنتها المسماة بالغابة، وهي فيها اجرءها في غيرها تسكن على حالها خوفا واحتراما لرسول الله عليه السلام، ثم اعلم ان البيت اشارة الى ماروي من تسخير الاسد لمولى رسول الله الذي اسمه سفينة حين ارسله عليه السلام الى معاذ باليمن فلقيه الاسد في الطريق فقال سفينة: انا مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ومعي كتابه فهمهم الاسد وتنحى عن الطريق. وفي رواية اخرى عن سفينة ان السفينة تكسرت فخرجت الى جزيرة فاذا الاسد فقلت له: انا مولى رسول الله فجعل يغمزني بمنكبيه حتى اقامني على الطريق ودلني عليها.
١٣٦ وَلَنْ ترى مِنْ وَّلِيٍّ غَيْر مُنْتصَر به وَلا مِنْ عَدوٍّ غَيْر مُنْقَصِمِ
ثمّ اكّد البيت السابق لكونه نظريا بهذا البيت فلذا قال: ½ولن ترى... الخ¼، ½الواو¼ عاطفة. و½لن¼ نافية. و½ترى¼ على صيغة الخطاب من الرؤية امّا العينية اوالعلمية. و½من ولي¼ كلمة ½من¼ زائدة، وتنوين ولي للتكثير، و½الولي¼ بمعنى القريب. و½غير¼ اما بالجر على انّه صفة ولي او بالرفع على انه خبر مبتدا محذوف او بالنصب على انه حال، وهذا كله ان كانت الرؤية الرؤية البصرية، والا فهو المفعول الثاني. و½منتصر¼ اسم مفعول من