عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

١٥٢   يَا اكْرمَ الْخلْقِ مَا لِيْ مَنْ الُوْذ بهِ         سِوَاكَ عِنْد حلُوْلِ الْحادث الْعَمِمِ

 

فلمّا ذكر نعوت ذاته وكمالات صفاته انتقل من حال الغيبة الى مقام الحضور فناداه في الرجاء بالخطاب لانّ السؤال بالخطاب ادعى الى الاجابة من الغيبة فقال: ½يا اكرم الخلق... الخ¼، وتفصيل الكلام في اكرميته عليه السلام قد سبق فتذكر. و½الالف واللام¼ في الخلق للجنس او للاستغراق و½الخلق¼ بمعنى المخلوق، وفي بعض النسخ يا اكرم الرسل ويلزم منه كونه عليه السلام افضل الخلق بطريق الدلالة. و½ما¼ نافية بمعنى ليس. و½الوذ¼ بمعنى التجئ واعوذ، ½به¼ متعلق بـ½الوذ¼ والضمير له عليه السلام اي: للشفاعة الى الله. و½سواك¼ منصوب على الظرفية. و½عند¼ متعلق بـ½الوذ¼. و½العمم¼ بفتحتين وبكسر الميم الاولى، وكلاهما مروي، وهو من ½عم¼ بمعنى شمل واحاط، والمراد من ½الحادث¼ الشامل لجميع الخلق اما الموت، وهي القيامة الصغرى، واما الساعة وهي القيامة الكبرى، والمراد من ½حلوله ونزوله¼ مجئ وقته.

 

١٥٣   وَلَن يَّضِيْقَ رسُوْلَ اللهِ جاهُك بي          اذ الْكَريْمُ تجلَّى باسْمِ مُنْتقِمِ

 

ثمّ كرر الرجاء بطريق النداء الى رسول الله الكريم حرصا في السؤال وطلبا للنوال فقال: ½ولن يضيق... الخ¼، ½الواو¼ حالية، و½رسول الله¼ منصوب على انّه منادى محذوف حرف ندائه. و½الجاه¼ بمعنى الوجاهة، وهي رفعة المنزلة وسعة المرتبة و½بي¼ اي: بشفاعتي واعتنائك بي. و½اذ¼ بمعنى اذا للظرفية. و½تجلى¼ اما بالحاء المهملة بمعنى اتصف او بالمعجمة بمعنى انكشف ½باسم منتقم¼ اي: بصفة منتقم، ثم اعلم انه ذكر الله اولا باسمه الكريم وخصه بالذكر مع انه من صفات الجمال ثم ذكر اسمه المنتقم في مقام الانتقام مع انّه من صفات الجلال ليحصل الاعتدال ولا تنقطع قلوب الرجال، وهذا مزج لطيف ومعجون شريف، فان قلت: انّه يستفاد من قوله: ½اذ الكريم... الخ¼ انّه تعالى يتصف بصفة الانتقام فيما سياتي لا في الازل مع انّه تعالى متصف بها ازلا وابدا قلت: مراده منه اذا الكريم قد ظهر كمال اثر اتصافه بالاسم المنتقم كما لايخفى.

 

 


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310