المطر واما بالمد فمعناه الاستحياء قال المصنف: حدثني بعض من تشرفت بملاقاته وتفاخرت باستماع مقالاته من اكابر السادات بـ"مكة" ان بعض صلحاء "مكة" راى رسول الله عليه السلام في المنام وسال منه عليه السلام فقال: انت قلت يارسول الله الحيا من الايمان بالقصر فقال رسول الله لا، فاستيقظ وتعجب من ذلك، وحكى هذه الواقعة عند علماء "مكة" فتعجبوا من ذلك لانهم تيقنوا بالرواية الصحيحة وعلموا ان الرواة ثقاةٌ امناء اذ هو مذكور في البخاري وغيره فامروا له بتكرر التوجه الى الحضرة العلية له عليه السلام في الليلة الثانية ففعل فراى تلك الحضرة على الطريق المذكور، ثم حكى ذلك عندهم فامروه ثانيا بتكرر التوجه الى ان بلغ ثلاث ليال وكان الامر كما ذكر فاجتمعوا وكتبوا هذه الواقعة في صحيفة فارسلوا بها الى سلطان مصر وعلمائها، وكان ذلك في زمن " ابن حجر" من المحدثين فلما سمع ابن حجر ذلك تعجب، وقال للملك: مروه ليجيء الينا فنراه، ونسمع من لسانه فارسل السلطان اليه مبلغا من النقود لترتيب اسباب السفر وطلبه فابى عن تلك النقود، وذهب اليه بماله، فلما وصل استقبله العلماء والكبراء فلما راوه سالوه عن ذلك فحكى عندهم كما مر فتعجبوا من ذلك فرفعوا القضية الى الامام "برهان الدين" المحدث بـ"الشام" فقال: اريد ان ارى هذا الرجل واسمع ذلك من لسانه فذهبوا به اليه فحكى عنده كما مر، فتنبه برهان الدين لما سبق من الفرق بين الممدود والمقصور، فقال: لقد صدق رسول الله فان الحيا بالقصر المطر، والحديث ممدود لكن توجه هذه الليلة واسئل الحضرة ففعل فراى رسول الله، فاستكشف منه، فقال: الامر كذلك بارك الله فيك وفي معلمك برهان الدين انتهى. ثم اسناد ½ينبت¼ الى ½الحيا¼ مجاز من قبيل الاسناد الى سببه. و½الازهار¼ بالنصب مفعول ½ينبت¼ وهو جمع زهر. و½الاكم¼ بفتحتين جمع اكمة بمعنى راس الجبل الذي لا يستقر فيه الماء، والمقصود تشبيه جوده بالجود في عموم النفع وقطع النظر عن ان يستاهل العطاء محله. وفيه اشارة الى انه رحمة للعالمين وسبب للغنى الظاهري والباطني للعلماء العاملين.