١٠٠ انْ تتلُهَا خيْفَةً مِنْ حر نَار لَظٰى اطْفَات نَار لَظَى مِنْ وَردهَا الشَّبمِ
لَمَّا فرغ من بيان بعض فضائل الايات وفواضلها اراد ان يبين ايضا بعضا من خواصها وجعلها داخلة في سلك فواضلها فقال: ½ان تتلها خيفة... الخ¼، ½ان¼ شرطية، و½تتلها¼ مضارع من تلا بمعنى قرا على صيغة الخطاب، خطاب لقارئها المقدم واصله تتلوها فسقط الواو للجزم، والضمير الى الايات و½خيفة¼ بالنصب على انه مفعول له حصولي لتتلها والخيفة كالخوف بمعنى الخشية، و½من¼ متعلق بـ½خيفة¼، واضافة الحر الى النار لامية، و½لظى¼ عَلَم من اعلام جهنم او طبقة من طبقاتها، وهي غير منصرفة للتانيث والعلمية، ومن قال: يمكن ان يكون لظى فعلا، وهو مع فاعله صفة ½نار¼ فلم يشم رائحة من علم العروض مع ما فيه من المخالفة للقواعد المشهورة بين العوام واهل الفيوض. فان قلت: لم خص ½لظى¼ بالذكر دون سائرها؟ قلت: لكون حرارة لظى شديدة بالنسبة الى سائر الدركات كما ذكره بعض الشارحين تامل. و½اطفات¼ جزاء الشرط، وهو ايضا على صيغة الخطاب، و½نار لظى¼ بالنصب مفعول اطفات، فان قيل: لم اتى بالظاهر مقام الضمير لانّ الظاهر ان يقول: اطفات نارها؟ قلت: لئلا يلتبس في المرجع او لئلا يلزم تفكيك الضمائر، ووقع في بعض النسخ ½حر لظى¼ والاول انسب بالاطفاء، و½من وردها¼ كلمة ½من¼ اجلية متعلقة باطفات، و½الورد¼ بكسر الواو بمعنى الاشراف على الماء، والمصدر هنا بمعنى المفعول اي: المورود، فالمراد منه الماء، والضمير راجع الى الايات، وفيه استعارة بالكناية بان شبه الايات في الذهن بالماء في كونهما سببا للحياة، فاستعير الماء للايات في الذهن، وذكر في الخارج المشبه وترك المشبه به، ثم اثبت الورد الذي هو من ملائم المشبه به للمشبه فيكون تخييلية، ويكون الشبم ترشيحا لهذه الاستعارة، ويجوز ان يكون الورد بمعنى ورد القران، وهو قراءة من القران في كل يوم على سبيل الادمان، ويؤيد هذا المعنى اضافته الى الضمير الراجع الى القران، ووصف الورد بالشَبم بفتح المعجمة وكسر الموحدة اي: البارد يقوي المعنى الاول، ولكل وجهة هو مُولِّيها لكن يكون شبم على المعنى الثاني بمعنى الدافع للحرارة لايخفى.