والحكمة. و½رحمة¼ منصوب على انه اسم ½لعل¼. و½حين¼ ظرف لـ½تاتي¼ المؤخر، ½يقسمها¼ اي: يفرقها على حسب صلة لـ½تاتي¼، و½الحسب¼ بمعنى القدر. و½العصيان¼ شامل للذنوب كلها صغيرها وكبيرها. و½في¼ ظرف لـ½حسب¼، و½القسم¼ بكسر القاف وفتح السين جمع قسمة بمعنى نصيب.
وحاصل المعنى: يا نفسي الامّارة المكارة لا تقنطي من رحمة الله ومغفرته لان الكبائر كالصغائر بالنسبة الى مغفرته تعالى لاني ارجو واطمع ان تاتي رحمة ربي وغفرانه حين يقسمها ربي على مقدار العصيان. وفي البيت اشارة الى ما روي عن ابي هريرة انه قال: سمعت رسول الله يقول: جعل الله الرحمة مئة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين وانزل في الارض جزا واحدا فمن ذلك الجزء يتراحم الخلائق حتى ترفع الدابة حافرها لولدها يمص من لبنها[1] فهذا يدل على كمال الرجاء والبشارة للمسلمين؛ لانه حصل من رحمة واحدة ما حصل من النعم الظاهرة والباطنة، فما ظنك بماة رحمة في الدار الاخرة، والى ما ورد في الخبر ايضا يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال: اعرضوا عليه صغار ذنوبه واخباوا كبارها فيقال له: فعلت كذا يوم كذا وهو مقر لا ينكر وهو مشفق من الكبار فيقال: اعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة فيقول: ان لي ذنوبا ما علمتموها هاهنا قال الراوي فلقد رايت رسول الله يضحك حتى بدت نواجذه[2] وهذا يدل على سعة الرجاء.
١٥٧ يَا رب وَاجعَلْ رجائِي غَيْر مُنْعَكَسٍ لَديْكَ وَاجعَلْ حسَابي غَيْرمُنْخرمِ
لمَّا ذكر الله تعالى في البيت السابق بطريق الغيبة انتقل منه الى الخطاب؛ اذ الرجاء بالخطاب ادعى الى الاجابة فقال: ½يا رب... الخ¼ كلمة ½يا¼ موضوعة لنداء البعيد، وقد ينادى القريب بما ينادى البعيد لحرص المنادي على اقبال المدعو عليه لما يدعوه له او لجعله نفسه في عداد من لا يستاهل القرب لحقارة المنادى. و½رب¼ محذوف الياء اكتفاء بالكسرة، و½الرب¼ بمعنى المالك والصاحب والمبلغ الى الكمال شيئا فشيئا. و½اجعل¼ وقع في بعض النسخ ½فاجعل¼ بالفاء و½الرجاء¼ بمعنى الامل فـ½الرجاء¼ اما