وحاصل المعنى: ان الاشجار ساجدة لديه جائية اليه مثل الغمامة كانت تسير الى اين سار النبي لكونها حافظة له من حر شمس كائنة وقت الزوال الشديد الحر بقدرة الملك المتعال، والبيت اشارة الى قصة بحيراء الراهب وهي انه عليه السلام لما خرج الى "الشام" لمصلحة خديجة ارسل الله تعالى على راسه عليه السلام غمامة بيضاء ليظلله من حر الشمس حتى وصلت العير الى صُومعة بحيراء الراهب، فنزلت العير عندها تحت شجرة، فاخضرت تلك الشجرة مع انها يابسة، فخرج الراهب من صومعته، وراى العير والغمامة التي تظلّله، فعرفه بذلك، وقال: ليس تحتها الا نبي، واتخذ ضيافة، ودعا اهل العير ليعرف صاحب تلك الكرامة، فذهبوا باجمعهم، وتركوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند اثقالهم لاعتمادهم عليه، فنظر الراهب ان الغمامة لم تزل من مكانها فسالهم، وقال: هل بقي منكم احد في مكانكم؟ فقالوا: لا! الا الحافظ يحفظ اثقالنا، فطلب الراهب منهم ان ياتوا به، فاتي به عليه السلام، فلما جاء رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الى تلك الصومعة راى الراهب الى الغمامة، فراها واقفة على الباب، فدخل وقال: يا شاب من ايّ بلدة انت؟ قال: من مكة، قال: من ايّ قبيلة؟ قال: من قريش، قال: ما اسمك؟ قال: اسمي محمد، فوقع الراهب عليه وقبله بين عينيه، وقال: ½لا اله الا الله محمد رسول الله¼ واسلم وحسن اسلامه. وتمام القصة مذكور في كتب التاريخ.
٧٥ اقْسَمْت بالْقَمَر الْمُنْشَقِّ انَّ لَهُ مِنْ قَلْبهِ نِسْبةً مَبروْرةَ الْقَسَمِ
ثمّ انتقل الى بيان معجزة اخرى لها مناسبة للسابقة من وجوه شتى حيث كانت السابقة سماوية وكذا هذه ولانها كانت خاصة نبينا عليه السلام وكذا هذه، ولانها انقادت اليه عليه السلام فكذا هذه، فقال: ½اقسمت بالقمر... الخ¼، ½اقسمت¼ على صيغة التكلم من القسم بمعنى الحلف لا من الاقسام لعدم مجيئه. و½بالقمر¼ متعلق بـ½اقسمت¼، فيكون القمر مقسما به، فان قلت: القسم بغير اسم الله لايجوز من العباد بل الظاهر من كلام مشايخنا انه كفر ان كان باعتقاد انه حلف يجب البرية وحرام ان كان بدونه، وقد قال