مقارن بالعسكر بل جاء وحدانا، وهو مناسب لكونه حالا من الضيف او من فاعل ½الم¼، فان قيل: لو كان محتشم على صيغة المفعول لورد عليه ان باب الافتعال لا ياتي منه صيغة اسم المفعول، قلنا: وان لم يات اسم المفعول منه مستقلا لكنه اتى مقارنا بحرف الجر، وهنا مقدر اي غير محتشم فيه فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين.
١٥ لَوْ كُنْت اعْلَمُ انِّيْ مَا اوَقِّرهُ كَتمْت سِرا بدا لِىْ مِنْهُ بالْكَتمِ
فكانه لما لم تتعظ نفس الناظم الفاهم بنصح الشيب اي: نصيحة الناصح الكامل ولا اعدت الضيافة من الفعل الجميل مثل الطاعة والتوبة لضيفه الشيب حال كون ذلك الضيف غير موقر ومحترم في نفسه ندمت من هذه الافعال السيئة واظهرت ندامتها قال: ½لو كنت... الخ¼، اعلم انّ ½لو¼ لامتناع الثاني لامتناع الاول، فالتقدير لكن لم اعلم فلم اكتم سرا بدا لي... الخ و½كنت¼ مع خبره اعني: جملة ½اعلم¼ فعل شرط و½ما¼ في ½ما اوقره¼ نافية. و½اوقر¼ على صيغة المتكلم من التوقير بمعنى التعظيم والتكريم والاحترام، وضمير المفعول راجع الى الضيف والمراد منه الشيب و½كتمت¼ جزاء الشرط، و½الكتم¼ الاخفاء كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تكۡتمُوا ٱلشَّهَٰدةَۚ وَمَن يَكۡتمۡهَا فَانَّهُۥٓ ءَاثمٞ قَلۡبهُۥۗ﴾ [البقرة: ٢٨٣]، والمراد من السر هنا انذار الشيب بقرب الرحلة بلسان الحال. وجملة ½بدا¼ صفة للسر، وبدا بمعنى ظهر كما في قوله تعالى: ﴿ ان تبۡدوا ٱلصَّدقَٰت فَنِعِمَّا هِيَۖ﴾ [البقرة: ٢٧١] و½منه¼ متعلق بـ½بدا¼، وضميره للشيب اي من طرفه، و½الكتم¼ نبت يختضب به كالحناء، وفي هذا البيت من صنائع البديع رد العجز على الصدر، وهو في البيت ان يكون احد اللفظين في اخر البيت، والاخر في صدر المصراع الاول، او يكون احدهما في اخر البيت، والاخر في صدر المصراع الثاني كقوله:
وَقَد كَانَت الْبيضُ الْقَواضِب في الوغَى بوَاتر فَهْيَ الانَ مِنْ بعْدهِ بتر
وحاصل معنى البيت: لو كنت عالما بانّى ما اعظم وما اكرم وما اوقر الضيف اعني الشيب بالاطعام بالفعل الجميل لكنت كاتما وساترا اول وهلة للامر الذي ظهر لي