عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

مجازا واستعارة تعبيرها هكذا شبه الفعل الجميل واهمل الصالح بالقرى في ايراث المنفعة لصاحبه، فاستعير القرى للفعل الجميل، فذكر القرى واريد الفعل الجميل والعمل الصالح. لايقال: لايجوز الاستعارة في هذا المقام لانه قد ذكر فيه المشبه والمشبه به معا وكل مقام ذكر فيه المشبه والمشبه به معا فلا تجوز الاستعارة فيه لانا نقول: ان اردتم من ذكر المشبه والمشبه به ذكرهما على وجه ينبئ عن التشبيه فلا نسلم الصغرى كيف وفي هذا المقام لم يكن ما ينبئ عن التشبيه، وان اردتم ذكرهما مطلقا فلا نسلم الكبرى كيف وان البيانيين صرحوا بان ذكرهما انما يضر الاستعارة لو كان على وجه ينبئ عن التشبيه والا فلا كما في قوله:

لا تعْجبوا من بلَى غِلالتهِ         قد زَر ازْراره على الْقَمَر

ثم ان قوله: ½المّ¼ ماض من الالماء بمعنى النزول كما في قوله :

الَمَّت فَحيَّت ثمَّ قامت فَوَدعَت       فَلمَّا توَلَّت كادت النَّفْسُ تزْهَقُ

وجملة ½الم¼ مجرور محلا صفة ½ضيف¼ وقوله: ½براسي¼ متعلق به، فان قيل: لم خصص الراس من بين الاعضاء؟ قلنا: لانه اول ما يظهر فيه الشعر البياض وقوله: ½غير محتشم¼ بالنصب حال من المضاف اليه اعني الضيف لانّ المضاف مصدر لانّ بعض المحققين صرحوا بان الحال من المضاف اليه انّما يجوز اذا كان المضاف مصدرا او يكون جزا من المضاف اليه او بمنزلة جزئه، ومنهم ابن مالك في "الفيته"

وَلا تجزْ حالا مِنَ الْمُضَافِ لَهْ         الا اذا اقْتضى الْمُضَافُ عَمَلَهْ

اوْ كَانَ جزْءَ مَالَهُ اضِيفَا          اوْ مِثلَ جزْئِهِ فَلا تحيفَا

  وما قيل انه من قبيل قوله تعالى: ﴿ انِ ٱتبعۡ مِلَّةَ ابۡرٰهِيمَ حنِيفٗاۖ﴾ [النحل: ١٢٣] لايستقيم؛ لانّه مشروط بكون العامل في الحال عاملا في المضاف لما بين المضاف والمضاف اليه من الاتحاد، وهاهنا لايجوز ان يكون ½اعدت¼ عاملا في ½غير محتشم¼ كما لايخفى. ويجوز ان يكون حالا من فاعل ½الم¼ ويمكن ان يكون حالا من ياء المتكلم في الراس، وهو المناسب لو قرئ ½محتشم¼ على صيغة اسم الفاعل، ويمكن ان يكون ½غير¼ بالجر على انه صفة للضيف لكن فيه ما فيه، فقوله: ½محتشم¼ اما على صيغة الفاعل من الاحتشام بمعنى الاحترام، وهو المناسب للاول، واما على صيغة اسم المفعول من الاحتشام بمعنى التوقير اي غير موقر، ومن الاحتشام بمعنى الحشامة والعسكر اي غير


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310