عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

ان ما هو صفة الله تعالى ما كان حادثا لانه مخالف للمشهور فيما بين الاشعري وابي منصور.

 

٩٢     لَمْ تقْترنْ بزمَانٍ وَهْيَ  تخبرنَا        عَنِ الْمَعَاد وَعَنْ عَاد وَعَنْ ارمِ

 

لَمَّا بيّن ذات الايات اراد ان يبين بعضا من معجزاتها واوصافها فقال: ½لم تقترن... الخ¼ مع مناسبة تامة حيث جعل قوله: ½لم تقترن¼ علة اخرى لكون الايات اي: معانيها قديمة او علة لكونها صفة الموصوف بالقدم وهو الظاهر، فيمكن ان يرتب هاهنا قياس بان يقال: الايات قديمة او الايات صفة الموصوف بالقدم لانّها ½لم تقترن بزمان... الخ¼، وكل شيء شانه كذا فهو قديم او صفة الموصوف بالقدم، فينتج المطلوب،ثمَّ ان جملة ½لم تقترن¼ صفة بعد صفة للايات، او حال من فاعل قديمة وهو من المقارنة و½بـزمان¼ متعلق بـ½لم تقترن¼، و½الزمان¼ عند المتكلمين: عبارة عن متجدد معلوم يقدر به متجدد اخر موهوم، وعند الحكماء: عبارة عن مقدار حركة الفلك الاعظم. ثم اعلم! ان الايات التي لم تقترن بزمان معاني الايات لا الفاظها لان الفاظها حادثة مقترنة بزمان بخلاف معانيها التي هي الكلام النفسي لانه صفة له تعالى، والله تعالى وصفاته لايجري عليه زمان كما حقق في محله. وقوله: ½وهي¼ الواو للحال، و½هي¼ مبتدا راجع الى الايات، وجملة ½تخبرنا¼ خبره، وجملة المبتدا مع خبره اشارة الى دليل كون الايات من ابهر المعجزات. و½عن المعاد¼ متعلق بـ½تخبر¼، والمعاد مصدر ميمي، او اسم مكان، والمراد به هاهنا الرجوع بعد الفناء واخبار القران منه في مواضع كثيرة كقوله تعالى: ﴿ اوَ لَمۡ يَر ٱلۡانسَٰنُ انَّا
خلَقۡنَٰهُ مِن نُّطۡفَةٖ فَاذا هُوَ خصِيمٞ مُّبينٞ
٧٧ وَضَرب لَنَا مَثلٗا وَنَسِيَ خلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رمِيمٞ ٧٨ قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذيٓ انشَاهَآ اوَّلَ مَرةٖۖ﴾ [يس:٧٧ ٧٨،٧٩]، قال المفسرون: نزلت هذه الاية في ابي بن خلف خاصم النبي عليه الصلاة والسلام، واتاه بعظم قد رمَّ وبلي وفَته بيده، وقال: يا محمد اترى الله تعالى يحي هذا بعد ما رمَّ؟ فقال صلى الله تعالى عليه وسلم: نعم يبعثك ويدخلك النار، وكقوله تعالى: ﴿ ثمَّ انَّكُم بعۡد ذٰلِكَ لَمَيِّتونَ ﴾ [المؤمنون: ١٦]، وقوله تعالى: ﴿ ايَحۡسَب ٱلۡانسَٰنُ الَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ ٣ بلَىٰ قَٰدرينَ عَلَىٰٓ ان نُّسَوِّيَ بنَانَهُۥ ﴾ [القيامة: ٣،٤]، وقوله تعالى: ﴿۞افَلَا يَعۡلَمُ اذا بعۡثر مَا فِي ٱلۡقُبور ﴾ [العاديات: ٩]، وغير ذلك، و½عن عاد¼ عطف على المعاد اعاد الخافض للنظم اي: تخبر


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310