عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الايات ايضا عن قصة عاد، و½عاد¼ قبيلة من العرب في ناحية اليمن كما في قوله تعالى في سورة الاعراف: ﴿۞وَالَىٰ عَاد اخاهُمۡ هُوداۚ﴾ الاية [الاعراف: ٦٥]، وغير ذلك من سور القران، وقصتهم انّ عادا تبسطوا في البلاد ما بين "عمان" و"حضرموت"، وكانت لهم اصناما يعبدونها صداء وصمود والهباء، فبعث الله تعالى اليهم هودا نبيا، وكان من اوسطهم واخيرهم وافضلهم حسبا، فكذبوه، وازدادوا عتوا فامسك الله تعالى عنهم المطر ثلاث سنين حتى جاعوا وجهدوا، وكانت عادة الناس في ذلك الوقت اذا نزل عليهم البلاء توجهوا الى البيت مسلمهم وكافرهم، وطلبوا من الله تعالى الفرج، فجهزت عاد الى مكة من اماثلهم سبعين رجلا، فدخلوا مكة ورئيسهم "قَيْلُ بن عِتر" فقال قَيْلُ: اللهم اسق عادا ما كنت تسقيهم، فانشا الله تعالى ثلاث سحابات بيضاء وحمراء وسوداء، ثم ناداه من السماء يا قيل ½اختر نفسك ولقومك¼، فقال: اخترت السوداء فانها اكثرهن ماءً، فخرجت تلك السحابة الى بلدهم، فغشيتهم فاستبشروا بها، وقالوا هذا عارض ممطرنا، فجاءتهم منها ريح عقيم، فاهلكتهم، ونجا هود والمؤمنون معه. وقوله: و½عن ارم¼ عطف على القريب او البعيد، والمراد بـ½ارم¼ ارم ذات العماد، وهي لعاد الثانية فان القران اخبر عن قصتها ايضا في سورة الفجر بقوله: ﴿ الَمۡ تر كَيۡفَ فَعَلَ ربكَ بعَاد ٦ ارمَ ذات ٱلۡعِمَاد 7 ٱلَّتي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبلَٰد ﴾ [الفجر: ٦،7 ٨]، وذكر قصتهم "النيسابوري" في تفسير هذه الاية واجماله انه كان لعاد بن ارم ابنان "شداد" و"شديد" ملكا الدنيا كلها، ثم مات "شديد" فبقي الملك لشداد وكان عمره تسع مئة سنة وكان حريصا على قراءة الكتب، فقرا يوما صفة الجنة، فاشتهت نفسه، ووقع في قلبه ان يبني جنة مثل الجنة التي وصفها الله تعالى، فارسل طائفة من جيشه ليطلبوا صحراء طيبة الهواء خالية من الاحجار كثيرة المياء والاشجار، فساروا في الارض، فوجدوا صحراء مثل ما وصف لهم في ارض "عدن"، فاخبروه بذلك، فطلب شداد من وزرائه اصناف الجواهر والذهب والفضة، فجمعوا منها ما لايعد ولايحصى، فبعثها شداد الى تلك الارض مع مئة الف رجل من البنائين والصناع، فذهبوا اليها، وبنوا اساسها لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ولما فرغوا من بناء حيطانها نصبوا فيها اعمدة من زبرجد اخضر وياقوت احمر، وبنوا فوقها قصورا كثيرة، وغرفا فوق غرف من ذهب وفضة، ومجالس كثيرة ينظر ابواب بعضها الى بعض، وجعلوا موضع الملك في حصنها قصرا مبنيا من


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310