الابلاغ، و½بحلول¼ متعلق بـ½الانذار¼، و½الحلول¼ بمعنى النزول، و½البؤس¼ الشدة والمضايقة، واللام للاستغراق او للجنس او للعهد. و½النقم¼ عطف تفسير للبؤس، وهو بفتحتين جمع النقمة بكسر النون، وهي الشدة والعقوبة، اعلم! انه روي ان الليلة التي ولد في فجر نهارها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم راى ملك فارس، وهو نوشيروان رؤيا تحير منها فلم يدع كاهنا ولا ساحرا ولا منجما من اهل مملكته الا جمعه مع طائفة من احبار اليهود فقال لهؤلاء: اني رايت رؤيا حيرتني، فاخبروني بها، قالوا: اقصصها علينا حتى نخبرك بتاويلها، قال: لا اطمئن بتايلكم بعد القصص، واني اريد ان تخبروني بالرؤيا وتاويلها قبل القصص عليكم، فتحيروا، ولم يقدروا على اخباره، فقال رجل منهم: ان كنت تريد هذا فلتبعث الى سطيح حتى يخبرك، فبعث الملك اليه عبد المسيح، فبلغ عبد المسيح الى "البحرين"، وكان سطيح يخرج في كل سنة مرة، وكانوا يضعونه على صحيفة من الذهب، فيخبر عن احكام السنة الاتية، والناس يكتبونها، فانتظر عبد المسيح خروجه، فلما خرج بدا الكلام برؤيا الملك، وقال: انه راى رؤيا تحير منها، وهي انه راى خيلا عرابا تملا المدائن، وتسوق الابل العراقية، وتخرجها منها، وانما هذه العلامة علامة ولادة النبي الامي العربي الهاشمي محمد الذي هو افضل ابناء الخليل الموصوف في التوراة والانجيل، وتاويل رؤياه ان خيل العرب هم اصحاب ذلك النبي يدخلون بلاد "فارس"، وستفتح لهم، وياخذون المدائن من ال ساسان، ثم بكى، فقيل: ما يبكيك، فقال: اما ابكي وقد بقي من عمري قليل، ولا ادرك بعثة هذا النبي، فرجع عبد المسيح، فاخبر ساسان، فامر ساسان بقتل سطيح، فقتلوه وشقوا راسه.
٦١ وَبات ايْوَانُ كِسْرٰى وَهُوَ مُنْصَدعٌ كَشَمْلِ اصْحاب كِسْرٰى غَيْر مُلْتئِمِ
ثم شرع في بيان العلامة الثانية والاية الواقعة في يوم ولادته فقال: ½وبات ايوان كسرى... الخ¼، ½بات¼ يجيء لمعنيين الاول: الفعل في الليل يقال: ½بات في الليل¼ اي: كذا فعله في الليل، والثاني: بمعنى: صار سواء كان في الليل او في اليوم، وهذا عام كما ان الاول خاص، ويجوز هاهنا كلا معنييه، والجملة معطوفة على جملة ½تفرس¼، والعائد محذوف اي: بات فيه فليتامل. و½ايوان¼ بكسر الهمزة اسم معرب لسقف لايكون لجانب مقدمه جدار،