فانقادت معه حتى اتى الى الشجرة الاخرى، فاخذ بغصن من اغصانها ايضا، وقال: انقادي معي حتى اذا كان بالمنتصف مما بينهما قال: التئما علىّ باذن الله فالتامتا، ثم بعد انقضاء حاجته افترقتا [1]. وامثاله ايضا ذكر في "الشفاء".
٧٣ كَانَّمَا سَطَّرت سَطْرا لِمَا كَتبت فُروْعُهَا مِنْ بديْعِ الْخطِّ فِي الْلَقََمِ
لَمَّا توهم ان يسئل عن كيفية مشي الاشجار على ساقها بلا قدم اجاب عنه فقال بتشبيه بليغ: ½كانما سطرت... الخ¼، فـ½كان¼ للتشبيه، و½ما¼ كافة اي: كان الاشجار في مجيئها سطرت بمعنى كتبت واثرت، والضمير للاشجار او لفروعها. و½سطرا¼ مفعول مطلق له. واللام في ½لما¼ للتوقيت او للتعليل، و½ما¼ موصولة، و½كتبت¼ صلته، وضمير الموصول محذوف اي: كتبته او كلمة ½ما¼ مصدرية اي: لكتابة الفروع، وعلى كل تقدير قوله: ½فروعها¼ بالرفع فاعل ½كتبت¼، و½الفروع¼ بمعنى الاغصان والافنان، وضميره للاشجار. وقوله: ½من بديع الخط¼ بيان لـ½ما¼، واضافة البديع الى الخط من قبيل اضافة الصفة الى موصوفها اي: الخط البديع بمعنى الخط الحسن. وقوله: ½في اللقم¼ متعلق بـ½كتبت¼، و½اللقم¼ بفتحتين بمعنى وسط الطريق، والمعنى: كائن الاشجار انتظمت سطور الكتابة الفروع والاغصان في وسط الطريق خطا حسنا دالا على المعاني الكثيرة، وفي البيت استعارة تمثيلية بان شبه الهيئة المنتزعة من الاشجار واغصانها وانتظامها سطرا وكتابة فروعها خطًّا حسنًا في وسط الطريق بالهيئة المنتزعة من كاتب حقيقة وانتظامه سطورا بالمسطار، وكتابته بالقلم خطا حسنًا على الكاغد، وفي هذين البيتين اشارة الى ان المسلمين اولى بالمبادرة لاوامره عليه السلام، وبان يقمن على قدم العبودية والاطاعة، واذا كانت الاشجار مطيعة منقادة له عليه السلام فامّته اولى به.
٧٤ مِثلُ الْغَمَامَةِ انّى سَار سَائِرةً تقِيْهِ حر وَطِيْسٍ لِلْهَجيْر حمِيْ