شرح
للفاضل عمر بن احمد الخرپوتي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي ملا قلوب الشاعرين بحكمته، وزين نفوس العاشقين بمحبته، والصلاة على سيدنا محمد الذي مدحه الواصفون بالقصائد والاشعار، وعجزوا عن بيانه واعترفوا بالاقرار، وعلى اله الذين هم اهل الهدى والاقتداء، واصحابه الذين من اقتدى بهم اهتدى. وبعد فيقول العبد العليل والفقير الكليل "عمر بن احمد الخرپوتي" كرمهما الله تعالى في الاولى والاتي، لمّا بدات بقراءة القصيدة البردة المباركة في سنة احدى واربعين بعد المئتين والالف من الهجرة على مولانا العلامة، واولانا الفهامة، ذي القلب السديد والراي الشديد، العاشق لجمال رسول الله، الصادق في حب نبي الله، استاذنا محمد بن عبد الله القيصري، سَمِيّ نبي الله المَلِك القوي، جعله الله تعالى لنا اية تامة ورحمة عامة، ونفعنا بظل وجوده ورفعنا بايادي جوده، ووجدت تقريراته بهذه القصيدة الرائقة منظومة كنظم اللالي الفائقة اردت ان اجمعها بلا نقصان مع ازدياد مني من القواعد والبيان، مع عَجزي وعدم استطاعتي في هذا الميدان، بل وجب ان يقال لمثلى في هذا الشان: تنَكَّب لا يُقطِّرك الزحامُ، لكن تشبثت باذيال همم علماء هذا العام، لانهم كالاعلام بين الانام ومعينو الاسلام، مستعينا من الملك اللطيف الجميل، وهو المعين في كل امر جليل، فجاء بحمد الله تعالى كتابا مطلوبا وشرحا مرغوبا وسميته بـ½عَصيْدة الشُّهْدة شرح قَصيْدة البردة¼ فشرعت بعون الله تعالى المَلِك العظيم ولطف ربنا الرحيم الكريم، فقلت: يجب اولا نقل بعض احوال الناظم وسبب تاليف هذه القصيدة المشتملة على مدائح النبي ابي القاسم عليه السلام وبيان الشروط المبينة في قراءتها، والوجوه المذكورة في تسميتها، وبيان بعض تاثيراتها ليرغب الناس في تعظيماتها.