عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

الاقالة والعود، ففعل به ذلك ثانيا وثالثا، ووقف ركانة متعجبا، وقال: ان شانك عجيب رواه الحاكم في مستدركه.

 

٥٧      كَانَّمَا اللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُوْنُ فِيْ صَدفٍ         مِنْ مَعْدنِيْ مَنْطِقٍ مِّنْهُ وَمُبتسَمِ

 

لَمَّا توهم القاصرون والجاهلون العاجزون من البيت السابق انه عليه الصلاة والسلام كان غليظ القلب عبوس الوجه شديد الكلام دفعه فقال: ½ كانما اللؤلؤ المكنون... الخ¼، ½كان¼ للتشبيه، و½ما¼ كافة عن العمل، و ½اللؤلؤ¼ الدر البيض، وانما اطلق عليه الجوهر الابيض لتلالؤه، وهو مبتدا خبره قوله الاتي:  ½من معدني منطق¼ اي: مستخرج وحاصل من معدني منطق، و½المكنون¼ بالرفع صفة اللؤلؤ بمعنى المستور والمصون المحفوظ، و½في صدف¼ متعلق بـ½مكنون¼، وجعله خبر المبتدا بعيد كل البعد كما لايخفى. واما جعل ½الؤلؤ¼ خبر مبتدا محذوف، وجعل ½من معدني¼ صفة ½صدف¼ بان يقال: كان كلامه عليه السلام اللؤلؤ المكنون في صدف مستخرج من معدني... الخ فقريب وظاهر فتامل. و½الصدف¼ ظرف ½اللؤلؤ¼ قال الحياتي في "شرح التحفة": الصدف: حيوان من حيوانات البحر يكون اكثريا في بحر بلاد الهند والصين، فاذا جاء شهر نيسان يخرج على وجه البحر، ويكشف فمه الى جانب السماء، فاذا سقط في فمه قطرة واحدة من المطر في ذلك الوقت تكون تلك القطرة في بطنه درة ذات قيمة كثيرة يقال لها: الدرة اليتيمة والفريدة، واذا سقط في فيه منه قطرتان تكون تانك القطرتان في بطنه درتين يقال لهما: اخوان، لكن تكون قيمتهما انقص واقل من الاول، واذا سقط في فيه منه قطرات ثلاث تكون دررا ثلاثا، وان اربعا فاربع، وقس على هذا، لكن كلما زادت القطرات كانت قيمة درها انقص، ثم ان ½الصدف¼ حيوان اولا، واذا سقط الدر في فمه ينزل الى قعر البحر، ويتاصل فيه كتاصل الشجر، ولا يتحرك الى طرف اصلا كالحجر انتهى. وفي هذا المصراع استعارة حيث شبه جوامع كلمه ومنظوم اسنانه عليه الصلاة والسلام باللؤلؤ المكنون في صدف في كونه بريئا من الفساد ومورثا للسرور والنشاط، ثم استعير اللؤلؤ لكلامه ومنظوم اسنانه، فذكر اللؤلؤ، واريد كلامه وثغره عليه السلام و½المعدن¼ بكسر الدال، وهو فصيح محمل العدن بمعنى الاقامة، وهو على صيغة التثنية حذف نونه بالاضافة


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310