عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

عليه السلام بان شبه شانه بالحق في العلو؛ لان الحق يعلو ولا يعلي عليه. و½يظهر¼ من الظهور بمعنى يتجلى، و½من¼ معنى ½من¼ لابتداء الغاية متعلق بـ½يظهر¼، وتنوينه للتعظيم كتنوين كلم، والمراد من ½المعنى¼ معاني القران. ومن ½الكلم¼ الفاظه، والمعنى: ومن علاماته عليه السلام انه كانت الشرائع ظاهرة بسبب وجوده من معاني القران والفاظه فان معناه دال على احكام الشريعة، والفاظه دالة على صدق نبوته معجز غاية الاعجاز هذا على ان يكون الواو للعطف وان يكون ½الحق¼ بمعناه الحقيقي، واما لو كان الواو للحال و½الحق¼ بمعنى شانه يكون هذا المصراع بيانا وتفسيرا للمصراع الاول على طريق اللف والنشر المشوش بان يكون المراد من ½المعنى¼ نوره عليه السلام ومن ½كلم¼ كلمة الجن، ويجوز ان يكون المراد من ½المعنى¼ الامور المعقولة، ومن ½الكلم¼ الامور المحسوسة والكلام طويل لا يليق اتيانه في هذا المختصر.

 

٦٦      عَمُوْا وَصَمُّوْا فَاعْلانُ الْبشَائِر لَمْ          تسْمَعْ وَبارقَةُ الانْذار لَمْ تشَمِ

 

لَمَّا نشا من البيت السابق توهم ان يسئل بانه اذا اخبر الجن بنبوته ودلت الانوار على حقيقته وهل امن به قومه او لا؟ دفعه فقال: ½عموا وصموا... الخ¼ اي: لم يؤمن قومه لكونهم في العمي والصمم، فقوله: ½عموا¼ فعل ماض من العمي بمعنى عدم الرؤية، يعني: الكفار لم يروا الانوار الساطعة والشرائع الرافعة لعمي ابصارهم، واطلاق العمي عليهم مع كونهم اولي ابصار لعدم جريهم بموجب رؤيتهم و½صموا¼ كـ½عموا¼ يعني: ان الكفار لم تسمع كلام الجن وتبشيرهم بصمم اذانهم، فقوله: ½عموا¼ ناظر الى قوله فيما سبق: ½والانوار ساطعة¼، وقوله: ½صموا¼ ناظر الى قوله: ½والجن تهتف¼ لكن على سبيل اللف والنشر المعكوس، ويمكن ان يكون البيت ناظرا الى المصراع الثاني في البيت السابق، فيكون ½عموا¼ ناظرا الى الكلم، و½صموا¼ الى المعنى كالاول فتامل. والفاء في ½فاعلان البشائر¼ للتفصيل لانه تفصيل قوله: ½وصموا¼ كما ان قوله: ½وبارقة الانذار¼ تفصيل قوله: ½عموا¼ على طريق اللف والنشر المعكوس كقوله تعالى: ﴿ يَوۡمَ تبۡيَضُّ وُجوهٞ وَتسۡوَد وُجوهٞۚ فَامَّا ٱلَّذينَ ٱسۡوَدتۡ﴾ الاية [ال عمران: ١٠٦]. و½الاعلان¼ بمعنى الاظهار و½البشائر¼ جمع بشير بمعنى المخبر بالاخبار السارة، ففي العبارة حذف مضاف اي: اعلان اخبار البشائر.


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310