عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

بمعنى اسم المفعول او اسم مصدر ومرجوه النجاة والسعادة. و½غير منعكس¼ بالنصب مفعول ½اجعل¼ وهو بمعنى غير مردود، اذ انعكاس الرجاء بالخيبة وانعكاس المرجو بالهلاك والشقاء و½لدى¼ بمعنى عند و½الحساب¼ يطلق على ثلثة معان:العد، والترقب، والظن. وكله جائز هنا. فالمعنى على الاول: واجعل عدي نعمك المتوالية، وعلى الثاني: واجعل ترقبي وانتظاري مزيد انعامك، وعلى الثالث: حسن ظني بك، وقد قلت: انا عند ظن عبدي بي[1] و½غير منخرم¼ بمعنى غير منقطع من خرمه قطعه.

 

١٥٨   وَالْطُفْ بعَبدكَ فِي الداريْنِ انّ لَهُ         صَبرا مَتٰى تدعُهُ الاهْوَالُ يَنْهَزمِ

 

ثمّ اتمّ دعاءه من الله العلام برجاء لطفه العام الشامل فقال: ½والطف... الخ¼، ½اللطف¼ هو الاحسان الخفي او الذي ليس له سبب جلي قيل من لطفه تعالى بالعبد بابهام عاقبته عليه؛ لانّه لو علم سعادته لقل عمله واستند اليه، ولو علم شقاوته لايئس، وترك التذلل لديه قيل: من لطفه اخفاء اجله عليه، ثم انه وضع المظهر موضع المضمر في قوله: ½بعبدك¼ مكان ½بي¼ للاستعطاف كما في قوله: ½الهي عبدك العاصي اتاكا¼ و½ان له¼ استيناف وتعليل لطلب اللطف و½في الدارين¼ متعلق باللطف، والمراد بهما الدنيا والاخرة. و½صبرا¼ بالنصب على انّه اسم ½انّ¼ و½له¼ خبره. وكلمة ½متى¼ من الظروف الزمانية المتضمنة للشرط الجازمة للفعل. و½تدعه¼ فيه روايات ثلاث بالدال بمعنى تطلبه، وبالراء بمعنى تخوفه، وفي اخرى تلقه من الملاقاة. و½الاهوال¼ جمع هول، وهو الشدة والفزع ½ينهزم¼ مجزوم على الجزائية، والجملة الشرطية مع الجزاء صفة ½صبرا¼.

وحاصل المعنى: يا لطيف الطف واحسن بعبدك الضعيف المعترف بالمعاصي وسلمه في الدنيا والاخرة من الشدائد والافزاع؛ لانّ لعبدك صبرا كائنا متى طلبته الاهوال او خوفته يفر صبره منه لكمال ضعفه.

 

 


 



[1]     "صحيح البخاري"، كتاب التوحيد، باب قول الله عز وجلّ ½ويحذركم الله نفسه¼، الحديث: ٧٤٠٥، ٤/٥٤١.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310