عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

يشفي العليل. و½نوديت¼ فعل ماض مجهول على صيغة الخطاب من النداء بمعنى طلب الاقبال، والمنادي هو الله تعالى حيث روي انه تعالى قال له عليه الصلاة والسلام في تلك الليلة ادن يا محمد ادن يا محمد. وقوله: ½بالرفع¼ اي: ملتبسا برفع الله تعالى اياك، فالمراد بالرفع معناه اللغوي اعني: الارتفاع لا النحوي. و½مثل¼ بالنصب صفة مصدر محذوف منصوب على المفعول المطلق، و½المفرد¼ بمعنى المنفرد الواحد في قومه. و½العلم¼ بفتحتين بمعنى العالي، والتشبيه في الارتفاع والامتياز عن سائر جنسه.

وحاصل معنى البيت: جعلت وتركت في الاسفل كلَّ مقامات الانبياء ومراتب الاصفياء ببركة اضافتك الى الرب الكريم وشرافة نسبتك الى الخالق العظيم حين طلب الله تعالى اقبالَك بفضله وعنايته مميزا اياك عن سائر الناس مثل ما يطلب المميز فيما بين الانام بنحو يا هذا الرجل بالتعظيم والاكرام، ثم اعلم انّ في هذا البيت من صنائع البديع صنعة مراعاة النظير، وهي جمع امر وما يناسبه لا بالتضاد حيث جمع بين الخفض والاضافة وبين النداء والرفع، والمفرد العلم وصنعة الطباق وهو الجمع بين المعنيين المتقابلين في الجملة يعني: بين الخفض والرفع كما لايخفى على اهل الصنع والصنائع، والله الحافظ من الموانع.

 

١١٣   كَيْمَا تفُوْز بوَصْلٍ ايِّ مُسْتتر         عَنِ الْعُيُوْنِ وِسِر ايِّ مُكْتتمِ

 

فَلمَّا ذكر سيره ومعراجه عليه الصلاة والسلام من الارض الى السموات العلى بالاكرام وكانت علته الغائية خفية بين اولى الاوهام اراد ان يبينها باختصار في الكلام فقال: ½كيما تفوز... الخ¼، فـ½كي¼ حرف جر بمعنى اللام للتعليل، و½ما¼ زائدة، و½تفوز¼ منصوب بان مقدرة بعد كي، او منصوب بـ½كي¼، فيكون كي بمعنى ان، واللام مقدرة قبلها، و½تفوز¼ من الفوز بمعنى الظفر. و½بوصل¼ متعلق بـ½تفوز¼، والمراد من الوصل الوصلة الى الله تعالى. و½ايّ مستتر¼ صفة لمحذوف اي: بوصل مستتر ايّ مستتر بمعنى كامل الاستتار. و½عن العيون¼ متعلق بمستتر، و½العيون¼ جمع عين بمعنى الباصرة، و المراد جميع عيون الناس حتى عن اعين الملائكة والانبياء وقوله: و½سر¼ بالجر معطوف على ½بوصل¼. و½ايّ مكتتم¼ كايّ مستتر بمعنى كامل في الاكتتام، ثم اعلم انّ في قوله:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310