و½التقوى¼ هو الاجتناب عن المحرمات وما فيه الشبهات. و½النقى¼ اي: الخيار والطهارة من خبث المعاصي. وفي بعض النسخ: ½النهى¼ مكانه، وهو جمع نهية، وهي العقل والحلم والكرم وقد سبق بيانه في اوصافه عليه السلام تذكر.
وحاصل المعنى: يا مفيض الخير والجود انزل وافض رحمة دائمة على نبيك المصطفى ورسولك المرتضى واهل بيته واصحابه واتباعه الذين كلّهم جامعون للصفات الجميلة والخصال الحميدة كالتقوى والنقاوة والحلم والكرم، وهم كاملون من جميع الجهات بشرف تصادفهم لمصاحبة اشرف المخلوقات ولذا استحقوا لذلك السلام والصلاة.
١٦١ مَا رنَّحت عَذبات الْبانِ ريْح صَبا وَاطْرب الْعِيْسَ حادي الْعِيْسِ بالنَّغَمِ
ثمّ عقب الصلاة بما يبين دوامها وقيامها الى يوم القيامة فلذا قال: ½ما رنحت... الخ¼، ½ما¼ مصدرية بمعنى المدة، وتلك مدة بقاء الدنيا. و½رنّحت¼ بمعنى حركت وامالت. و½عذبات¼ مفعول ½رنحت¼، وهو جمع عذبة بمعنى الغصن و½البان¼ نوع من الاشجار كما سبق في مفتتح القصيدة و½ريح¼ بالرفع فاعل ½رنحت¼ وهو مؤنث سماعي واضافته الى ½الصبا¼ من قبيل اضافة العام الى الخاص كشجر الاراك. و½الصبا¼ ريح تهب من مطلع الشمس اذا استوى الليل والنهار. قال في "حلية الكميت": اعلم انّ الرياح اربع: الصبا وتسمى القبول وهي تنفس عن المكروب. وفي "ابن خلكان" ان ريح الصبا استاذنت ربها في ان تاتي يعقوب بريح يوسف عليه الصلاة والسلام قبل ان ياتيه البشير بالقميص فاذن لها فاتته بذلك فلذا يستريح كل محزون بريح الصبا، وهي من ناحية المشرق، واذا هبت على الابدان نعمتها ولينتها، وهيّجت الاشواق الى الاوطان والاحباب [1]. والجنوب، وهي تجمع السحاب، ومنها خلقت الخيل كما ذكره الحاكم ابو عبد الله في "تاريخ نيسابور" باسناد عن علي ابن ابي طالب عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلّم انّه قال: لمّا اراد الله تعالى ان يخلق الخيل اوحى الى ريح الجنوب اني خالق منك خلقا فاجتمعي، فاجتمعت فاتى جبريل فاخذ منها قبضة، ثمّ قال الله تعالى