١٣٤ طَارت قُلُوْب العِدٰى مِنْ باسِهِمْ فَرقا فَمَا تفَرقَ بيْنَ الْبهْمِ وَالْبهَمِ
لَمَّا بين كون الاصحاب في غاية الشجاعة ونهاية المتانة ومهارتهم في استعمال الات الحروب اراد بيان ما يتفرع عليه من الخوف الحاصل منهم لعقول العدى والقلوب فقال: ½طارت... الخ¼ فجملة ½طارت¼ ابتدائية، وهي من الطيران بمعنى التحرك من مكانها. و½قلوب العدى¼ بالرفع فاعل ½طارت¼، وفيه مجاز واستعارة فاما في ½طارت¼ استعارة تبعية، او½في القلوب¼ استعارة مكنية كما لايخفى. وبالجملة المراد من طيران القلب اضطرابه وانزعاجه. و½من باسهم¼ متعلق بـ½طارت¼، و½من¼ منشائية، و½الباس¼ بمعنى الشدة كما في قوله تعالى: ﴿ وَاطۡعِمُوا ٱلۡبآئِسَ ٱلۡفَقِير ﴾ [الحج: ٢٨] وضمير الجمع راجع الى الاصحاب. و½فرقا¼ بالنصب مفعول له حصولي لـ½طارت¼ كما في ½قعدت عن الحرب جبنا¼ او مفعول مطلق له او تمييز من نسبته او حال من فاعله تدبر. و½الفاء¼ في ½فما¼ تفريعية او سببية، و½ما¼ نافية. و½تفرق¼ من التفريق، وضميره المستتر راجع الى ½القلوب¼. و½البهم¼ الاوّل بفتح الباء وسكون الهاء جمع بهمة، وهي السخلة من ولد الغنم، و½البهم¼ الثاني بضم ففتح جمع بهمة بضم فسكون بمعنى الشجاع، ولايخفى ما في هذا البيت من الجناس المحرف في قوله: بهم وبهم والجناس الشبيه بالمشتق في قوله: فرقا وتفرق.
وحاصل معنى البيت: انّ قلوب الاعداء اضطربت من اجل شدة اولئك الاصحاب في الحرب وفزعت وزالت عقولهم الى ان صارت لا تميز بين الشجاع والسخلة.
١٣٥ وَمَنْ تكُنْ برسُوْلِ اللهِ نُصْرتهُ انْ تلْقَهُ الْاسْد فِي اجامِهَا تجمِ
لمّا بين كون الاصحاب منتصرين في كل الغزوات غير فارين من الكفرة واهل النار شرع في بيان السبب الموصل الى ذلك فقال: ½ومن تكن... الخ¼ ½الواو¼ ابتدائية. و½من¼ شرطية. و½تكن¼ بالجزم امّا تامة او ناقصة. و½برسول الله¼ خبر مقدم لـ½تكن¼، و½الباء¼ فيه اما للاستعانة او للسببية، وتقديمه لضرورة الشعر. و½نصرته¼ بالرفع اسم ½تكن¼، واضافته اما الى الفاعل او الى المفعول، و½ان¼ شرطية، و½تلقه¼ مجزوم بان اصله تلقاه، وضمير المفعول