وحاصل معنى البيت: انّ الاصحاب الكرام كانوا منتصرين في جميع الجهاد وغالبين على الكفار حتى تهدي وتوصل اليك هدية كلما هبت رياح النصرة وتحركت اخبار تاييداتهم بالبركة والدولة اخبارهم، واذا كان كذلك فتحسب كلما رايت الازهار في اكمامها كانها اولئك الاصحاب الشجعان في الدروع؛ لانّ الازهار كما كانت ذات رائحة طيبة فكذلك اولئك الاصحاب اولو نشر وفوحة عجيبة.

١٣٣   كَانَّهُمْ فِي ظُهُوْر الْخيْلِ نَبت ربى         مِنْ شِدةِ الحزمِ لَا مِنْ شَدةِ الْحزمِ

لَمَّا بين كونهم ماهرين في استعمال السيوف والنصال اراد ان يبين كونهم حاذقين في استعمال الخيول في مضمار القتال فقال: ½كانهم... الخ¼، ½كان¼ للتشبيه، و½الضمير¼ للاصحاب. و½في ظهور¼ ظرف مستقر حال من الضمير، و½الظهور¼ جمع ظهر بمعنى المتن، و½الخيل¼ اسم جنس يقع على الذكور والاناث، واضافة النبت الى الربى من قبيل شجر الاراك. و½الربى¼ بالقصر جمع ربوة بالحركات الثلاث في الراء، وتشبيه الاصحاب بنبت الربى وخيولهم بالربى انّما هو في الثبات والتقرر في مدة كثيرة اذ نبت الربى اثبت على الارض من سائر النباتات لطول عروقه ووصوله الى الماء. و½من شدة¼ متعلق بكاف التشبيه، و½الشدة¼ بكسر الشين و½الحزم¼ بفتح الحاء وسكون الزاي بمعنى قوة الثبات ومراعاة الاستعمال وقوله: ½لا من شدة¼ دفع توهم نشا مما قبله من ان ثباتهم على الخيول يجوز ان يكون لشدة سروجها وقوة ربطها لا من ذواتهم فدفع بقوله: ½من شدة الحزم لا من شدة الحزم¼و½الشدة¼ الثانية بفتح الشين كما انّ ½الحزم¼ الثاني بضم الحاء والزاي جمع حزام، وهو ما يشد به سرج الفرس على ظهره بالربط التام والاستحكام التام.

وحاصل معنى البيت: انّ الاصحاب كانوا ماهرين في استعمال الخيول وكانوا ثابتين عليها بلا تحرك كانهم عليها نبت ربى في الثبات والتقرر وشدة الرسوخ وقوة المتانة لا مما يشد به سرجها ولا مما يستحكم به جلها.