١١٧ لَمَّا دعَا اللهُ داعِيْنَا لِطَاعَتهِ باكْرمِ الرسُلِ كُنَّا اكْرم الامَمِ.
لما كانت الصغرى المذكورة في البيت السابق اعني: قوله: ½ان لنا من العناية... الخ¼، نظرية اراد ان يثبتها فقال: ½لما دعا الله... الخ¼، فترتيب قياسه هكذا ان لنا من العناية ركنا متينا؛ لانه لما دعا الله داعينا لطاعته باكرم الرسل كنا اكرم الامم وحيثما كنا اكرم الامم فان لنا من العناية ركنا غير منهدم لكن المقدم حق فالتالي مثله، ثم انّ ½لما¼ ظرف بمعنى ½اذ¼ يليه فعل ماض لفظا او معنى، وهاهنا وليه ماض لفظا، ويكون جوابه فعلا ماضيا لفظا كما وقع هاهنا او معنى اتفاقا، وقد يكون جوابه ماضيا مقرونا بالفاء، وقد يكون جملة اسمية مقرونة باذا المفاجاة وبالفاء عند ابن مالك وفعلا مضارعا عند ابن عصفور، وقد يكون ½لما¼ حرف استثناء بمعنى ½الا¼ فتدخل على الجملة الاسمية نحو قوله تعالى: ﴿ ان كُلُّ نَفۡسٖ لَّمَّا عَلَيۡهَا حافِظٞ﴾ [الطارق: ٤] اي: الا عليها، وقد يكون فعلا نحو لَم لَمَا لَمَوا، وتكون جازمة اذا دخلت على المضارع قال في "الارشاد" في قوله تعالى: ﴿ وَتلۡكَ ٱلۡقُرىٰٓ اهۡلَكۡنَٰهُمۡ لَمَّا ظَلَمُوا ﴾ [الكهف: ٥٩] انّ ½لمّا¼ ظرف استعمل للتعليل، وليس المراد منه الوقت المعين انتهى. وكذلك ما وقع هاهنا. و½دعا¼ بمعنى سمى، و½الله¼ فاعله، و½داعينا¼ مفعول ½دعا¼، وسكون يائه للضرورة، و½الداعي¼ هاهنا بمعنى الهادي والسفير للدعوة، والمراد به رسول الله عليه الصلاة والسلام. و½لطاعته¼ ½اللام¼ بمعنى الى متعلق بـ½داعينا¼، و½الطاعة¼ بمعنى العبادة، و½الضمير¼ امّا راجع الى الله او الى الداعي، المراد به الرسول والطاعة اليه طاعة الى الله، ولذا قال تعالى: ﴿ مَّن يُطِعِ ٱلرسُولَ فَقَدۡ اطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾ [النساء: ٨٠]. و½بـاكرم الرسل¼ متعلق بـ½دعا الله¼، ووجه تسميته تعالى اياه عليه الصلاة والسلام باكرم الرسل قد ثبت بالاخبار الصحيحة كقوله عليه الصلاة والسلام: انا اكرم الخلق على الله وادم ومن دونه تحت لوائي[1]، وقد سبق تفصيله. و½كنا¼ جواب ½لمّا¼ و½اكرم الامم¼ بالنصب خبر ½كنّا¼. و½الامم¼ جمع امّة، و½الامة¼ بمعنى الجماعة فان كل امة جماعة لنبيهم، والنبي امامهم. والحاصل: ان كونه عليه الصلاة والسلام اكرم