عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

فسمي رمضان لانه ترمض فيه الذنوب اي: تحرق او لرمض الفصال وعاشرها: شوال، وكان اسمه فيها ½العاذل¼ ثم سمي بـ½شوال¼ لشول الناقة فيه بذنبها ليعلم الذكر انها حامل او لانّ العرب كانت تشول فيه اي: تنسرح عن امكنتها وحادي عشرها: ذوالقعدة، وكان اسمه فيها ½رنة¼ ثم سمي ذو القعدة لقعودهم في رحالهم عن العدو والحرب، وثاني عشرها: ذوالحجة، وكان اسمه فيها ½برك¼ ثم سمي ذوالحجة لاداء الحج فيه، فاعلم ان تسمية هذه الشهور بهذه الاسامي انما هي بالنظر الى ما وقع يوم تسميتها ولا يلزم كلية وجه التسمية كما لايخفى، ثم اعلم ان عدد ايام الاسبوع سبعة، اولها السبت كما يدل عليه قول الشاعر:

الم تر انّ الدهر يومٌ وليلةٌ     يكران من سَبت عليك الى سبت

وكان اسماء ايام الاسبوع في الجاهلية ايضا غير الاسماء المعهودة حيث كانوا يقولون للاحد ½اول¼ وليوم الاثنين ½اهون¼ وللثلثاء ½جبار¼ وللاربعاء ½دبار¼ وللخميس ½مؤنس¼ وللجمعة ½العروبة¼ وللسبت ½شيار¼، ثمّ انّ اسماء ايام الاسبوع من الاعلام الغالبة فيلزمها اللام، وقد يجرد لفظ الاثنين من اللام.

وحاصل معنى البيت: ان الكفار قد بلغوا الى حال قد كانت تمر الليالي ولا يعلمون عددها من شدة الالام والهموم لما راوا فيها من المقاساة والغموم، وغابوا عن حساب الايام والليالي ما لم تجيء ايام الاشهر الحرم والليالي فاذا جاءت تلك الاشهر الاربعة المكرمة كانوا في بيوتهم بالاستراحة منعمة لكون النبي فارغا عن القتال في تلك الاشهر بلا زوال لكونه مشغولا بعبادة ربه الكبير المتعال ذي الجمال والجلال.

 

١٢٢   كَانَّمَا الديْنُ ضَيْفٌ حلَّ سَاحتهُمْ          بكُلِّ قَرمٍ الَى لَحمِ الْعِدٰى قَرمِ

 

لَمَّا بين انهزام المشركين في المقاتلة وفرارهم وعدم قدرتهم على المقابلة وكان مظنة ان يسئل عن سبب الانهزام وباعث عدم قرارهم فيها والقيام اراد كشف القناع واللثام عن وجه سببه وبيان كون باعثه مقابلتهم بالاسلام وقد ورد ان الاسلام يعلو ولا يعلى


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310