عنوان الكتاب: قصيدة البردة مع شرحها عصيدة الشهدة

[البقرة: ١٠٤] لكن غلب هاهنا على خلاف الاصل بناء على الاصل ولانّ في ذكر الليالي ايماء الى سوء حال اوقاتهم، فانّ ظلمة الزمان وسواده كناية عن ذلك ولان فيه اشارة الى ان حالهم في الليالي التي هي اوقات الاستراحة كانت كذلك فكيف زمان ايامهم المخلوطة بالكدورات. ومن لم يجعله من باب التغليب بل جعله من قبيل قوله تعالى: ﴿ سَرٰبيلَ تقِيكُمُ ٱلۡحر ﴾ [النحل: ٨١] فليس له من الفهم نصيب. ½ولايدرون¼ الواو للحال، و½يدرون¼ من الدراية اي: لايعلمون. و½عدتها¼ بالنصب مفعول يدرون، و½العدة¼ بكسر العين بمعنى العدد، وضميره راجع الى ½الليالي¼ اي: لايعرفون عدد الايام والليالي لشدة قتاله عليه السلام وغاية خوفهم منه عليه السلام حيث كان تصورهم وفكرهم في كل زمان وان التخلص من عذاب الحرب والنيران. و½ما¼ في ½ما لم تكن¼ ظرفية مصدرية اي: دوام لم تكن، وضمير المؤنث في ½تكن¼ راجع الى ½الليالي¼. و½من¼ متعلق بـ½لم تكن¼، و½الاشهر¼ جمع شهر و½الحرم¼ بالجر صفة الاشهر، وهو بضمتين جمع حرام، والمراد بالاشهر الحرم اربعة اشهر، وهي ذو القعدة و ذو الحجة والمحرم ورجب، والمحرم اول الشهور، ولذا يدخل عليه الالف واللام في اكثر استعماله. وعدوا الشهور اثني عشر شهرا اولها: المحرم، وكان اسم المحرم في صدر الجاهلية ½المؤتمن¼ لانهم كانوا ياتمنون فيه من الغارات فسمي بـ½المحرم¼ لتحريم القتال فيه، وقيل: لتحريم الجنة فيه على ابليس، وثانيها: صفر، وكان اسمه في الجاهلية ½ناجر¼ لانه تنجر فيه الابل اي: تهزل، فسمي صفرا لاصفرار الاشجار فيه او لاصفار مكة من اهلها اذا سافروا يقال: دار صفر اي: خالية او لاصفرار وجوههم حين وقع في الناس حمى او وباء، وثالثها: ربيع الاول، وكان اسمه فيها ½خوان¼ ورابعها: ربيع الاخر، وكان اسمه فيها ½بصان¼ فسميا ربيعين لارتباع الناس فيهما اي: اقامتهم في الخصب، وخامسها: جمادى الاولى، وكان اسمها فيها ½حنين¼ وسادسها: جمادى الاخرة، وكان اسمها فيها ½رنّى¼ فسميا جماديين لجمود الماء فيهما، وجميع الشهور مذكرة الا جماديين، وسابعها: رجب، وكان اسمه فيها ½الاصم¼ لانّه لا يسمع فيه صوت السلاح، فسمي رجب لتعظيم الله وتعظيمهم له، وفي "الروضة" لم يعذب الله امة محمد في رجب، وثامنها: شعبان، وكان اسمه فيها ½عجلان¼ ثم سمي شعبان لانشعاب القبائل فيه وتفرقهم بالغارات او لانشعاب الخير فيه، وتاسعها: رمضان، وكان اسمه فيها ½ناتقا¼


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

310